فقرئ يوماً عليه، في الموطأ اسم عمر بن حسين، في كتاب الزكاة. فقال سحنون: هذا كان يشاور في القضاء، أيام مالك. ثم قرأ القارئ، فبعد قليل، قال سحنون: كيف سحبت لكم الرجل، الذي كان يشاور في القضاء، أيام مالك. فقد نسيت اسمه. فسكت الناس. فقلت له أنا من موضع: هو عمر بن حسين أصلحك الله. فقال: بارك الله عليك. أحسنت يا غلام. من هذا الغلام؟ فعرف بي. قال: أحب أن أرى عليك زين العلم. ما ينبغي أن يمنع هذا العلم من أحد، فما أتيت الموعد الآخر، إلا وقد حلق رأسي، وكسيت ثياب العلماء. فلم أزل أتردد الى سحنون، وهو يقرئني حتى نفعني الله. وله تأليف في الردّ على المخالفين من الكوفيين، وعلى الشافعي.
[ذكر ولايته القضاء وشيء من سيرته]
ولي ابن طالب، القضاء بالقيروان، مرتين، لما عزل سليمان، أول مرة ولي هو، ولاه ابراهيم بن الأغلب. وعظم قدره. وجعل إليه النظر في تركة جدته. فطلب ابن طالب، سليمان. فاستخفى عنه. فلما رأى ابراهيم ميل نفوس الناس الى ابن طالب، ومحبتهم له، لعدله وسماحته وعقله، وحسن سيرته، وعلمه، واستبشارهم بأيامه، لرخص السعر، وارتفاع الوباء، أيامه به، غار ابراهيم به، وخشيه