للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات سليمان بن عمران في أيامه، فتقدم فصلى عليه، فيقال: ان ابن طالب ما زاد في صلاته عليه على أن قال: "ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما" (٣٦٩) الآية.

وقال ابن اللباد: جاء رسول الأمير ابراهيم إلى ابن طالب، فلقيه خارجا من المسجد، فقال له: يأمرك الأمير أن تصلى على سليمان بن عمران.

فوقف متفكرا، ثم قال: نفعل.

قال ابن اللباد: ثم عطف ابن طالب على، وقال: ظلمنى والله ابن عمران، وحبسنى، أفترى أن صلاتى عليه احلالا له، (٣٧٠)، والله لا أفعل، ماذا أقول عليه من الدعاء وقد ظلمني وكان معه قرآن واسلام؟

أقول عليه: اللهم انفعه بالاسلام، اللهم انفعه بالقرآن، أقول هذا مرة، وهذا مرة.

قال ابن أبي الوليد: وأتيت ابن طالب تلك العشية، فقال لي: مات ابن عمران، لقد بلغني أنه كان يقول: أنى لأحب أن أموت في عزى - ونحو هذا الكلام، على النكير منه عليه - انما العز من كان معه القرآن والعلم، هذا العزيز، وأما من كان معه عز السلطان فليس بعز.

قال أبو بكر: وكان من شأن ابن طالب الجهر بالدعاء على الميت.

وصليت وراءه العصر فى داره، فكان يجهر بالقراءة في ترتيل، وكذلك التسبيح، حتى يسمعه من يليه في الصف الآخر.

وصلى على جنازة بعض أصحابه، فأطال عليهم القيام جدا، مجتهدا فى الدعاء، حتى مل الناس من طول قيامه.


(٣٦٩) الآية ٧ من سورة غافر.
(٣٧٠) أ، ط: احلالا له - ك، م: اجلالا له، كذا بالفتح، فيها جميعا.