كان أصلهم من طليطلة وانتقل جده سليمان الى قرطبة. وانتقل أبوه حبيب وإخوته في فتنة الربض الى البيرة. وروى بالأندلس عن صعصعة بن سلام والغازي بن قيس وزياد بن عبد الرحمن، ورحل سنة ثمان ومائتين. وقيل سنة سبع. فسمع ابن الماجشون ومطرف وابراهيم بن المنذر، وعبد الله بن نافع الزيدي، وابن أبي أويس وعبد الله بن عبد الحكم، وعبد الله بن المبارك والحزامي، وأصبغ بن الفرج، وأسد بن موسى وجماعة سواهم. وانصرف الى الأندلس سنة عشرة. وقد جمع علماً عظيماً. قال ابن حارث: فنزل بلدة البيرة، وقد انتشر علمه وروايته. فنقله الأمير عبد الرحمن بن الحكم الى قرطبة ورتبه في طبقة المفتيين بها. فأقام مع يحيى بن يحيى زعيمها في المشاورة والمناظرة. وكان الذي بينهما يسيء جداً. قال غيره: وتقدمه يحيى بالممات. فانفرد عبد الملك وحده بالرئاسة مديدة. سمع منه ابناه محمد وعبد الله وسعيد بن نمير، وأحمد بن راشد، وابراهيم بن خالد، وابراهيم بن شعيب، ومحمد بن فطيس. وروى عنه من عظماء القطربيين، مطرف بن قيس، وبقي بن مخلد، وابن وضاح والمغامي في جماعة. وكان المغامي آخرهم موتاً.
[ذكر مكانه من العلم وثناء الفضلاء عليه]
قال ابن الفرضي: كان عبد الملك حافظاً للفقه على مالك، نبيهاً فيه. غير أنه لم يكن له علم بالحديث ولا معرفة بصحيحه من سقيمه. وقال ابن لبابة: ويروى مثله عن ابن مزين عبد الملك، عالم الأندلس.