للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسئل ابن الماجشون: من أعلم الرجلين: القروى التنوخي، أم الأندلسي السلمي؟

فقال: السلمي مقدمه علينا *، أعلم من التنوخي منصرفه عنا. ثم قال للسائل: أفهمت؟

قال أحمد بن عبد البر: كان جماعا للعلم، كثير الكتب، طويل اللسان، فقيه البدن، نحويا، عروضيا، شاعرا، نسابة، أخباريا، وكان أكثر من يختلف إليه، الملوك وأبناؤهم وأهل الأدب.

وقال مثله ابن فحلون. قال: وكان يأبى إلا معالى الأمور.

وقال إبراهيم بن القاسم بن هلال: رحم الله عبد الملك بن حبيب، فلقد كان ذابا على قول مالك.

وذكر أنه لما رحل، قال عيسى: إنه لأفقه ممن يريد أن يأخذ عنه العلم.

قال سعيد بن نمير: حدثنا المأمون عبد الملك بن حبيب، لا أراه الله في آخرته قبيحا.

قال غيره: رأيته يخرج من الجامع، وخلفه نحو من ثلاثمائة، بين طالب حديث، وفرائض، وفقه، وإعراب.

وقد رتب الدول عليه كل يوم ثلاثين دولة، لا يقرأ فيها عليه شيء، إلا تواليفه وموطأ مالك (١٣٣).

وذكروا أنه كان يلبس الخز والسعيدي.

قال ابن نمير: وإنما كان يفعله إجلالا للعلم وتوقيرا له، وأنه كان يلبس إلى جسمه مسح شعر تواضعا، وكان صواما قواما.


(١٣٣) هكذا وردت هذه العبارة في نسخ - أ، ط، م: "وقد رتب الدول عليه كل يوم ثلاثين دولة، لا يقرأ فيها عليه شيء، إلا تواليفه وموطأ مالك" - ووردت في نسخة - ك - كما يلى: "وقد رتب الأول عليه كل يوم ثلاثين دولة … الخ) ووردت في الديباج في ترجمة عبد الملك بن حبيب ص ١٥٤ كما يلى: "وقد رتب الدول عنده كل يوم ثلاثين دولة … الخ".