للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنت دائي و دوائي … أنت عيدى ومناعى

أنت ذخري أنت فخري … أنت كنزي وغنائي

فبقيت أنظر إليه، وقد هاج، فسلمت عليه، فانتبه وقال: مرحبا بك.

وقام وأخذ بأطواقي وجمعها * علي، ثم جلس وقال لي: صارت لك نفس تغضب وتنزق؟

فقلت: أي شيء أعمل؟ وقع بقلبي شيء فاحترقت، فقمت إليك أرجو الفرج، وأنت تجلسني!

فقال: قد رأيتك وحسست الذي بك، فما مسألتك؟

فأخبرته، فقال: تلومني على هذا؟ هذه مسألة ينبغى ألا تذكر قدام الناس، الجواب فيها كذا وكذا.

قال أبو محمد: قلت لربيع أتاني العدو (٨٨٨).

فقال: العدو إنما هو السارق، والسارق لا يدخل بيتا خاليا، وإنما يدخل بيتا عامرا، ولكن إذا قال لك هكذا، "فقل له هكذا" (٨٨٩) ومد يديه يشير إلى الدعاء والتضرع، واللجأ إلى الله ﷿، في كشف ما طرأ عليك منه، فإنه يذهب.

قال: وسألنا ربيعا عن حضور مجلس السبت، فامتنع، فألححنا عليه، فوعد، ومضى معنا إليه، وجلس ورأسه بين ركبتيه، ونحن نسمع تنهيده، حتى انصرف، فلما وصل منزله عصر القميص الذي كان عليه عصرا من دموعه، وبيته على الحبل.

***


(٨٨٨) م: أتاني العدو - ط: إذا أتى العدو أ: آذاني العدو.
(٨٨٩) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.