للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المالكي، كان رجلا صالحا، فاضلا متفننا ناسكا، كثير الأخذ على لسانه. أغلب أحواله الورع والسخاء والمروءة. أجمع الناس على فضله.

قال أبو عبد الله الخواص، كان إذا أراد أن يطبن [١] سقوفه، حفر أصل داره من أجل قبالة السلطان على التراب. وكان يطعم من أتاه ويخرج لهم ما عنده ويقول من أراد أن يأكل أو يحمل. فليفعل، وكان إذا دعاه أحد إلى وليمة، حمل كسرة من خبز وشيئا من تين من ربعه. فإذا أكل الناس الطعام. أكل هو معهم مما حمل.

قال بعضهم، كنت مع أبي العباس يوما جالسا على باب داره. إذ وثب وقال لأصحابه، قوموا فادخلوا فدخلوا [٢]، وأغلق الباب ولا يدرون ما السبب؟ فأقبل ينظر من شق الباب، ثم فتح الباب، وقال لهم: اخرجوا، فسألوه ما السبب؟ فقال: رأيت رجلا من أصحابنا سكرانا فلم أرد أن تروه، فقالوا له، من هو؟ فقال، أنا سترته منكم ثم أخبركم به!

قال الأجدابي: ولقد صحبته كثيرا، فما رأيته ضاحكا قط.

قال الوليد بن مخلد: حدثنا تميم بن محمد الزاهد، ولم أر أعبد منه.

وقال (أبو) القاسم الوهراني - فيما وجدته معلقا عنه في أخبار رحلته وشيوخه وكان أبو العباس تميم بن محمد [٣]- والله - خيرا فاضلا، ورعا زاهدا. متقشفا، من أهل العلم والصيانة، لزمته أربعة أعوام للسماع منه.

وأخوه أحمد يكنى بأبي جعفر، دخل الأندلس، واستوطن قرطبة، وحدث عن أبيه وعبد الله بن محمد الرعيني. وأبي القصر السوسي، وكان يضعف. تكلم فيه أخوه وقال: أنه لم يسمع كتب أبيه، وكان هو [٤] يدعى سماعها.


[١] يطبن، م. يطر، أ. يطري، ط.
[٢] وادخلوا، فدخلوا، أ م - ط.
[٣] محمد، ط م. أحمد، أ.
[٤] هو. أ م - ط.