للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وكان حسن العلم بمذهب مالك، وألف فيه كتابا، وكان بصيرا بالنحو والعربية شاعرا عفيفا حليما، زكيا، وألف في علم الفرائض تواليف عالية: كتاب المقنع، وكتاب الناصر، وكتاب العريض، وإليه فيها المفزع.

وله فيها أشعار في باب المعاياة والمحاجاة بديعة.

حدث عنه أبو على بن السكن، وابن أبي غالب، ومحمد بن صالح المصرى، وأبو عبد الله بن خراسان النحوى.

قال أبو النجا: قال لي أبى : أول ما ولد لي بنت، فكان في نفسى من ذلك شيء، وكنت أشتهي أن يولد لي ذكر، فلما حملت بك أمك، رأيت في النوم كأنى في المسجد الجامع بالأسكندرية، فأنا أمشى فيه ولا أرى أحدا، حتى أتيت المحراب، فإذا رجل فيه يصلى فجلست وراءه، فلما سلم أقبل على واحتضنني وهش إلى، فجعلت أقابله من الكلام بما يشبه، فعلم بي، فقال لي: أتعرفني؟

فقلت: لا،

فقال: أنا النبي محمد ، أنا أحبك والحسن والحسين يحبانك، وقد حمل لك بغلام.

قال: فأحسبنى، قلت: يا رسول الله أدع الله لي ولولدى. ففعل.

فلما قرب الولاد الشك من أبى النجا قال لأمه: سمه محمدا، باسم الذي بشرني به.

قالت: فإنى كنت مستندة إلى الصندوق، وأنا جالسة، حتى أغفيت بعض الإغفاء، فرأيت كأن امرأة قد بركت على، وأكبت على جوفى، فكأنها تكلم ما فيه وتناديه: "أبا النجا! أبا النجا! " مرتين.

ولم يكن نومى متمكنا، ففتحت عينى فلم أر أحدا.

فقلت لها: كنيه بما رأيت، وسميه بما رأيت.