للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهارًا طول ما أقامت عندى، حتى بعتها، اشتغالا بابن القاسم وعلمه، وكان ابن القاسم موضع ذلك وأهله في ورعه وامامته (٤٦٤).

فقيل له: يا أبا محمد: فتمنى هذا الأمر مما يفسد النية؟

فقال: لا والله، وما عقل من لم يتمن ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (٤٦٥).

قال يحيى: كنت أتى عبد الرحمان بن القاسم فيقول لى: من اين يا أبا محمد؟

فأقول له: من عند عبد الله بن وهب.

فيقول لى: اتق الله، فان أكثر هذه الأحاديث ليس عليها العمل، ثم أتى عبد الله بن وهب فيقول لى: من أين؟

فأقول له: من عند ابن القاسم، فيقول لى: اتق الله يا أبا محمد، فإن أكثر * هذه المسائل رأى؛

ثم يرجع يحيى فيقول: رحمهما الله، فكلاهما قد أصاب في مقالته، نهاني ابن القاسم عن اتباع ما ليس عليه العمل من الحديث وأصاب، ونهاني ابن وهب عن غلبة الرأى وكثرته، وأمرني بالاتباع، وأصاب.

ثم يقول يحيى: اتباع ابن القاسم في رأيه رشد، واتباع ابن وهب في أثره هدى؛

وكان يحيى جمع مسائل سأل عنها أشهب وابن نافع وغيرهما من


(٤٦٤) أ، ط: وامامته - ك: وأمانته.
(٤٦٥) الآية ٧٤ من سورة الفرقان.