فيمن اقصد بعده، أسمع منه. فقال: عليك بهذا الشيخ. يعني سحنون، فما أعرف أحداً يشبهه. قال ابن حارث: سحنون أمام الناس في علم مالك. وكان فاضلاً عادلاً، مباركاً. أظهر السنة، وأحمد البدعة، وثقف رسوم القضاء بعقله وعلمه.
[ذكر بقية شمائله]
قال أبو العرب: كان سحنون ربع القامة، بين البياض والسمرة. حسن اللحية كثير الشعر. حسن اللحية كثير الشعر. أعين، بعيد ما بين المنكبين. كثير الصّمت، قليل الكلام، يتكلم بالحكمة، مهيباً جداً. يأخذ من شاربه على المشط، حسن اللباس، وكان به فتق في جوفه. فكان يعصبه بلبد. وكان له بر دون يركبه، وقلما رئي متطوعاً في المسجد. قال ابن بسطام: كانت لسحنون قلنسوة طويلة، ربما لبسها وساجاً، وربما حمل في يده، وقد لبسها حزم البصل، وغير ذلك إلى داره، تواضعاً. قال سليمان بن سالم: رأيت لسحنون ساجاً أزرق، ورداء وقلنسوة حبرة، وقلنسوة زرقاء، وشياً، وقلنسوة تشبه الأغلب. فإذا قعد للسماع لبس الرداء، وقلنسوة الأغلب، وإذا شهد الجمعة لبس الساج، وقلنسوة الحبر، وإذا حضر الجنازة لبس الأزرق، والقلنسوة الزرقاء. هذا كان أكثر فعله.
وقال أبو العرب: وكان عريض الطوق، نحو الإصبعين. قال سليمان بن سالم: أخذ سحنون بمذهب أهل المدنية. في كل شيء. حتى في العيش.
كان يقول: ما أحب أن يكون عيش الرجل إلا على قدر ذات يده. ولا يتكلف أكثر مما في يده. وأن احتاج امرأة طلبها على