للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عتاب [١]: قال محمد بن حارث - وذكره في كتاب القضاة - فقال: فاق من تقدمه عفة، وعدلا، وفضلا وحياء [٢]، وانقباضا.

ورامه الناصر عند ما ولاه قضاء البيرة، أن يصرف إليه امانة كورها - حسبما كانت بيد أخيه قبله، فأبى، وألح عليه الناصر، فاستعفى من ذلك، فأعفاه من الأمانة. وتفرد بالقضاء والنظر في الأحباس وتفريقها [٣]، فأدنى الضعيف، وتثبت في الحكم، وتحفظ من شهود زمانه، وتواضع في أمره، وتعفف، فلم [٤] يقبل لأحد تحفة ولا هدية.

قال محمد بن يحيى: كان أبو عيسى جليل القدر، عالي الدرجة في الحديث، حمد الناس أحكامه وجميع أحواله، وكان من سراة الناس، حسن المركب والملبس، والهيئة والصورة والأخلاق [٥]، كريما، يطعم الطلبة إذا تم مجلس مناظرته من ثمار بستانه، وينشطهم للأكل، فإن فضل شيء دفعه إلى الغرباء، يحملونه إلى منازلهم وقال لهم: تستعينون به في ادامكم [٦].

وكان أبو عيسى لا يرى القنوت في الصلاة، ولا يقنت في مسجده البتة. ويحتج بالحديث الذي رواه عن عبيد الله بن يحيى، عن أبيه، عن الليث، عن يحيى بن سعيد عن ابن شهاب: إنما قنت رسول الله أربعين يوما [٧]، يدعو لقوم، ويدعو على آخرين، ثم أتاه جبريل فقال


[١] قال ابن عتاب: ط م، قاله ابن عتاب: أ.
[٢] وفضلا وحياء: أ ط، وحياء وفضلا: م.
[٣] وتفريقها. أ ط - م.
[٤] فلم: ط م، ولم: أ.
[٥] والصور والاخلاق: أ ط - م.
[٦] ادامكم: م ادمكم: ط. إذ هانكم: أ.
[٧] أربعين يوما: أ ط - م.