للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم صرفها وقال للرجل: هل تشك أن هؤلاء وميتهم من أهل النار؟ قال: لا. فقال له: إن الشيطان يأتي للمؤمن، بما يثبّطه عن الخير، ويمقت له أهله، ويأتي إلى الكفار بما يغبط إليه حاله ويثبته على كفره، وقد رآك تختلف إلينا فأراد أن يضرك. ورأى سحنون الناس يقبّلون يدا ابن الأغلب، فقال له: لا تعطيهم يدك. لو كان هذا يقرّبك من الجنة ما سبقونا إليه. وستأتي مثل هذه الحكاية في إخبار ابن وضاح إن شاء الله تعالى.

؟؟؟

[ذكر وفاة سحنون رحمه الله تعالى ومرائي رؤيت له]

لم يختلف أن سحنون توفي في رجب، سنة أربعين ومائتين. قال أبو علي: يوم الأحد قبيل نصف النهار، لثلاث خلون منه. وقال غيره: لسبع خلون منه، ودفن في يومه وصلى عليه الأمير محمد بن الأغلب، ووجه إليه بكفن وحنوط، فاحتال ابنه محمد حتى كفّن في غيره. وتصدق بذلك، واستعفى رجال ابن الأغلب من الصلاة عليه. وقالوا: قد علمت ما بيننا وبينه، وأنه يكفرنا ونكفره، لأن أكثرهم كانوا معتزلة، وإنما خرجنا طاعة لك، فإن صلينا عليه رأى الناس أنا رضينا حاله، فأعفاهم. فتقدم فصلى في عبيد، وعامة أهل السنة، وجماعة من المسلمين، وكان سنة يوم مات ثمانون سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>