للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجرح عنده بعض العراقيين فى شهادة شهدها، بأنه يشرب النبيذ، فقال عيسى: كشفت عنه، فأصبته يدين بتحليله، ولا يجمع عليه الجموع. وأثبت شهادته.

ودخل على عيسى بن مسكين رجل من أشراف الناس، يتولى الأمانة للقضاة، وكان عيسى يجله، فأقبل يسأله عما قبله، فإذا بصائح يقول: يا قاض! خصمى داخل عندك، وأنا خارج!

ثم صاح ثانية وثالثة.

فلم ير عيسى غيرى، فأمر بادخاله، وسأله من خصمك؟

فقال: هذا. عن الأمين.

فقال له: هل دارت بينك وبينه خصومة قبل هذا؟

قال: لا.

فأمر بالرجل إلى الحبس، وقال: لما دخل علينا أميننا ومن يعيننا على الحق، أردت أن تؤذيه وتمرثه (٣٨٤).

فقال: عندى مناقع.

قال: من السجن تأتى بها.

فلما استقر فى السجن، أمر * باخراجه واحضار منافعه.

قال: وبينا عيسى يوما بجامع رقادة، إذ سمع صياح قوم، بالله، ثم به.

فقال لمن حوله: انظروا من هؤلاء.

قالوا: نهب تونس.

فأمر بامساكهم.


(٣٨٤) أ، ط: (وتمرته) ولعل الصواب ما أثبتناه: (وتمرثه) يقال (مرث الماء) لوثه ووسخه.