للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله في التقصي عن إخراج الحقوق من أكابر الناس ذى الحرمة [١] أخبار كثيرة، ولقد لقى مرة وصيفا معه آلة لهو، فأمر بكسرها [٢]، فقيل له: انه لفلان - وسمى له رجل عظيم، فلم يثنه ذلك عن كسرها [٣] (٦١).

قال [٤]: وكان مذهبه أحسن المذاهب، بسط الحق، وأحيا العدل، ونصر المظلوم، وقمع الظالم، ولم يطمع شريف في حيفه، ولا يئس وضيع من عدله، ولم يكن الضعفاء قط أقوى قلوبا ولا ألسنة منهم في أيامه، مع لطافة بره، وكثرة بشره، ولم تغيره خطته عن حاله، حتى لقد أغرق في ابتغاء الأجر، ومجانبة الكبر [٥]، بأن كان يحضر مسجد الجامع عقب شعبان من كل عام مع السدنة والقوام -لخدمته من كنسه، وصقل مصاحبيه، تنويها المدخل الشهر، فيشاركهم في كل ذلك، مشمرا عن ساعده.

وذكر الحسن بن مفرج، ان رجلا [٦] من أصحاب ابن أبي عيسى أتاه في الليل، فذكر له أن فقيهين مشهورين يصبحانه [٧]-في قصة سماها له- بشهادة مدخولة نصح له [فيها وحذره من قبولها] [٨]، فلما جلس من الغد [٩]، أتاه احدهما، فأعرض القاضي عنه وبسر [١٠] في وجهه [١١]، لعله يقوم فيكفى شأنه، فتمادى، فلما رأى عزمه على


[١] ذوي الحرمة: أ ط - م.
[٢] بكسرها: ط م، بكسره: أ.
[٣] كسرها: ط م. كسره: أ.
[٤] قال: أ ط - م.
[٥] ومجانبة الكبر: أ ط، بجانبه الكبر: م.
[٦] رجلين: ط - أ م.
[٧] يصبحانه: أ م، يصحبانه: ط.
[٨] فيها … قبولها: ط م، فيهما … قبولهما، أ.
[٩] الغد: أ م. الغداة: ط.
[١٠] وبسر: أ ط - م.
[١١] بوجهه: ط - أ م،