وسيأتي من أخبار بعضهم، وما جرى بينهم، بعد هذا في موضعه، ما يليق بالكتاب. قال المؤلف رحمه الله تعالى: والمسألة قد كثر الخوض فيها، وكلام الأئمة عليها. والحقيقة فيها، أنه خلاف في ألفاظ لا حقيقة. فمن التفت الى مغيب الحال والخاتمة، وما سبق به القدر، قال، بالاستثناء. ومن التفت الى حال نفسه، وصحة معتقده، في وقته لم يقل به. ثم نشأ بينهم بعد اختلاف آخر، بعد ثلاثمائة سنة، في القول في الغير، هل يقال هو مؤمن من عبد الله. وجرى بين أبي التبان وابن أبي زيد، والمسيسي، وأبي ميسرة، والدراوردي، وغيرهم في ذلك مطالبات ومهاجرة، سنذكر منها في أخبارهم عند ذكر طبقتهم، والصحيح في هذا أيضاً ما قاله أبو محمد بن أبي زيد: إن كانت سريرتك مثل علانيتك، فأنت مؤمن عند الله. زاد الدراوردي، وختم لك بذلك. وأما ابن التبان وغيره، فأطلق القول بأنه مؤمن. سأل محمد بن أبي زيد، وكان يقول: ابن سحنون ورعاً لم ينسب هذا القول الى أبيه.
[ذكر وفاته]
توفي محمد بن سحنون رحمه الله ورضي عنه بالساحل، سنة ست وخمسين ومائتين بعد موت أبيه بست عشرة سنة.