سمع من سحنون. وهو من فقهاء أصحابه. وسمع من أبي الحسن الكوفي، في جميع ما عنده. وسمع بالمشرق من العثماني، بالمدينة. وحسين بن حسن المروزي، صاحب ابن المبارك. ولقي اسماعيل القاضي.
[ذكر علمه وفضله والثناء عليه]
قال أبو العرب: كان ثقة ثبتاً، نبيلاً، عالماً بالحديث والرجال، حسن التقييد. سمع منه الناس. قال ابن حارث: كان نبيلاً فصيحاً، صحيح اليقين بالله. قال القاضي يونس عن أبي العرب: إن أحمد بن معتب، كان له صلاة طويلة بالليل، وبكاء. حتى كان يسمع جيرانه بكاءه، وصراخه. وكان له نسكٌ وخشوعٌ وحسن خلق. وكان فيه زهد. وكان سبب وفاته أنه حضر يوماً مسجد السبت بالقيروان، فقرأ القارئ:" ألْهاكُم التّكاثُر حتى زُرتُم " ويقال: بل قرأ: " ويُطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ " الآية. وقيل: بل سمع بيت شعر، فيه ذكر النار، فخر صعقاً وحمل الى داره بشارع ابن المعتب، لا ينطق بكلمة. وتوفي. وذلك لسبع خلت من ذي القعدة سنة سبع وسبعين ويقال ست وسبعين ومائتين. قال ابن اللباد: حضرت مشهد الذكر يوم السبت، لسبع خلون من ذي القعدة، سنة سبع وسبعين ومائتين. وأحمد بن المعتب رحمه الله تعالى حاضر، وكان له بكاء ونوح. وكان القراء إذا علموا به، تحركوا، وعبّروا، وأخذوا في التعبير:
دع الدنيا لمن جهل الصوابا ... فقد حضر المحب لها وخابا