قال آخر: ذلك رجل حزنت لموته إفريقية. رحمه الله تعالى.
[محمد بن مسكين أخوه أبو عبد الله رحمه الله تعالى]
سمع من محمد بن سنجر. والحارث بن مسكين. ومحمد بن عبد الحكم. والربيع الجزري. وسحنون، وابنه، وغيرهم. وشارك أخاه في أكثر رجاله. وهو أصغر من أخيه بثلاث سنين. قال ابن حارث: كان صالحاً، ثقة. عاقلاً. من أهل العلم. بل مثله مثل ابن أبي دليم. قال أبو علي البصري: كان هو أيضاً فقيهاً يصنع الشعر، ويجيده. وقال لقمان بن يوسف: لما رحلت الى عيسى بن مسكين الى الساحل وأقمت كنت أستفتي، فلا أفتى. ولم أكن أمتنع من ذلك، من أجل عيسى، وإنما كنت أمتنع من أجل محمد أخيه. يعني: أن عيسى لا يتغاير على هذا. سمع منه أبو العرب، وتوفي سنة سبع وتسعين ومائتين بمنزلهم بالساحل. وولد سنة سبع عشرة. ويقال سنة عشرة. ومن ذكره أحمد بن محمد بن المثني من تلامذته. وتلامذة أخيه، عيسى، في مرثيته لأخيه. وأولها:
والآن مات بأرض المغرب الأدبُ ... وأصبح العلم مقروناً به العطب