للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحفظ مهيبا، مطاعا [١]، صليبا في الحق، لم يكن يتكلم مع أصحابه [٢] بالتسهيل، كان من الراسخين في العلم [٣]. ومن تأليف أبي إبراهيم: كتاب النصائح المشهور، وكتاب معالم الطهارة والصلاة.

وكان الحكم أمير المومنين معظما له، وكان إذا دخل عليه مد [٤] رجليه أمامه، ويعتذر بشيخته، فيقول له الحكم: لا مؤنة عليك منا [٥]، اقعد كيف شئت.

وكان صليبا، قليل الهيبة للملوك، متصرفا مع الحق حيثما تصرف.

جالس يوما الحكم فذاكره أبوابا من العلم وأخبار السلف إلى أن وقع الحكم بذكر رجل [٦] من القرطبيين وثلبه، فسكت عنه أبو إبراهيم ونكس برأسه، ولم يأخذ معه في شيء من ذكره، فوجم الحكم لذلك، ثم رجع إلى ما كانوا فيه من ذكر الصالحين، فانبعث معه أبو إبراهيم، ثم عاد إلى ذكر الرجل، فاقصر أبو إبراهيم، وعاد إلى حاله الأول من الإطراق والوجوم، فاقصر الحكم عن ذكره وراقه [٧] أمر أبي إبراهيم فأنشد متمثلا بالبيتين المشهورين في مدح مالك بن أنس:

يأبى الجواب فما يراجع [٨] هيبة … والسائلون نواكس الأذقان

هدي العلوم وعز السلطان التقى … فهو المطاع وليس ذا سلطان

ولما أخذت الشهادات على أبى الخير - المسمى بأبى الشر الزنديق، أفتى أبو بكر بن السليم والحجاري [٩] في جماعة بالأعذار له فيمن شهد عليه وأفتى أبو


[١] مطاعا ط م - أ.
[٢] إلا: ط - أ م.
[٣] في العلم: أ - ط م.
[٤] مد، أ ط، يمد، م.
[٥] منا، ط م. منى: أ.
[٦] يذكر رجلا، أ ط. بذكر رجل: م.
[٧] رابه: ط م. راقه: أ.
[٨] يراجع: ط م. يكلم: أ. وفي هامش ط، (يكلم) وعليها علامة (خ).
[٩] والحجارى، ط م - أ.