للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما خرج الرجل، قال: ردوه، والله الذي لا إله إلا هو لولا آية (٢٨) في كتاب [١] الله ما أجبتك، ثم أجابه.

وكان إذا أعجبه شيء من أحوال بعض من يصحبه، قال: والله لأسرنك [٢] في نفسك! فيقول له [٣]: بماذا؟ فيقول [٤]: بحسن الثناء عليك. فقيل له: فأين الحديث: "احثوا التراب في وجوه المداحين".

فقال: قد قال ابن عباس [٥]: إنما ذلك إذا مدح الرجل في وجهه بما ليس فيه، وإلا فواجب مدح الرجل في وجهه بما يجرى من حسن أفعاله.

وأتاه رجل ممن يلوذ بالسلطان، فلما رآه لف رأسه في تازيرة، واضطجع إلى الأرض، فوقف عند رأسه، فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام [٦]، فقال: أيها الشيخ! والله الذي لا إله إلا هو، ما أعتقد إلا ما تعتقد، وما دخلت في هذه الدعوة. فأزال عن بعض [٧] وجهه وقال: الآن رق لك قلبي بعض رقة [٨].

ويذكر أنه كان يضرب الطوب بيده ويعده لقبره، فكان يسأل فيه (فيعطيه) [٩]، فكثر عليه هذا [١٠]، فضرب طوبا، وبنى منه في بيته كالمذود.


[١] في كتاب: أ م. من كتاب: ط.
[٢] لأسرنك: م. لأسوءنك: أ ط.
[٣] له: ط م - أ.
[٤] فيقول: ط م، فيقال: أ.
[٥] في ذلك: أ - ط م.
[٦] السلام: ط م - أ.
[٧] بعض: أ م - ط.
[٨] رق لك قلبي بعض رقة: ط. رق لك بعض قلبي: أ. رق لك قلبي: م.
[٩] فيعطيه: ط. ويعطيه: م - أ.
[١٠] هذا: ط م. جدا: أ.