للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان بينه وبين الفقيه أبي عبد الله بن أبي زمنين مهاداة أشعار في الذكرى [١] حسنة، منها مقصورة لابن أبي زمنين أولها.

تذكر أخي مثواك في منزل الهلكى … رهينا به لا تستجيب إذا تدعى [٢]

- وهى طويلة، أجابه عنها ابن هذيل بأخرى أولها:

أخى غاية قصوى ومن لي [٣] بالقصوى … وقد بلدت [٤] خيلي وعن مثلها تعيى

وكان قال الشعر في المكتب فكان معلمه يعجب منه إلى أن دخل عليه [٥] يوما رجل من حكماء وقته، فأخبره بخبره، فقال له: أرنيه فقال: لا، ولكن تفرسه في صبياني فقال: إن كان فهو ذلك فقال له المعلم: صدقت، فمن أين تفرسته؟ فقال: أما تراه ضئيلا أسمر معرقا أقنى على خلقة العرب ثم قال له: أجز:

لست من الشعر ولا صوغه

فقال ابن هذيل سريعا:

فدع مقال الشعر لا تبغه

فصفق بيديه الرجل وحوقل وقال: أحسنت ما شئت - على البديهة [٦] وصعوبة القافية!

ومن أخباره: أن الناصر كان أنذر الخطباء والشعراء لحضور خيل الحلبة في المهرجان قال ابن هذيل، فجاءني الأمر بذلك عشي [٧] نهارها [٨]، فخلوت بقية يومى


[١] الذكرى، أم. الذكر، ط.
[٢] تدعى: أط. ادعى: م.
[٣] ومن لي: ط م، ومالي: أ.
[٤] بلدت، م. بدلت، ط، بارت، أ.
[٥] له: ط م - أ.
[٦] على البديهة: أ. مع البديهة: ط م.
[٧] عشى: أ م عشية: ط.
[٨] نهارها، أم. نهاري: ط.