عليهم. فأرسل إليه ابن الأغلب وقال إنهم فيهم غلظة وقد شكوك، ورأيت مما فاتك من شرهم فلا تنظر في أمرهم. فقال سحنون للرسول: ليس هذا الذي بيني وبينه. قل له: خذلتني خذلك الله. فلما أنهى الرسول الرسالة إلى الأمير، قال له: ما نعمل به. إنما أراد الله. فقال ابن أبي سليمان وغيره: إن المحتسبين لم يكونوا يعرفون بإفريقية، حتى كان سحنون جالساً على باب داره، إذ مر به حاتم الجراوي ومعه سبي من سبي تونس. فقال سحنون لأصحابه: قوموا فأتوا بهم، حتى خلوصهم من حاتم. أتوا بهم وهرب حاتم على برذونه وخرق ثيابه ودخل على الأمير فشكا أمره. فأرسل الأمير إلى سحنون: إنهم أحرار ولا سبي عليهم وقد أطلقتهم. فرد الأمير إلى سحنون لا بد من ردهم. فأبى سحنون، وقال للرسول: قل للأمير جعل الله حاتماً شفيعك يوم القيامة. أقسم عليه ليبلغن ذلك إلى الأمير. ثم قال سحنون: هذا الأسود، يعني حاتماً، يمضي هكذا. فأمر بسجنه، فطرحت عمامته في عنقه، وحمل إلى الحبس، فلحقه معتب، وقال له: يا حاتم لا تلق الشر بين الأمير والقاضي. وأعطاه معتب من عنده سبعة دنانير. فخلى حاتم عن السبي، وأخبر معتب سحنون بذلك، فأمر بإطلاق حاتم من السجن. وحكى ابن اللباد: أن رجلين اختصما إلى سحنون، حلف أحدهما بالطلاق على صاحبه ليستوفي حقه في حائط بينهما. فأمر سحنون بصفع قفاه ثم قال له: لا تحلف بالطلاق. فأرسل إلى رجل يقال له عبد الله البناء،