للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما رأى الوالى عزمه على السكوت، قدم الغلام فضربت عنقه، فلما سقط رأسه التفت مالك إلى من حضر وقال:

إنما قتلته بالحرابة (١٠٩) حين أخذ ثوب أخيه، ولم أقتله قودا إذ عفا أبواه.

فانصرف الناس وقد طابت نفوسهم حين رأوه بر في يمينه، إذ كان يعلم أنه لا يحنث.

* * *

قال حفص بن غياث: كان مالك بن أنس يجلس عند الوالي، فيعرض عليه أهل السجن، فيقول: اقطع هذا، واضرب هذا مائة، وهذا مائتين، وأصلب هذا، كأنه أنزل عليه كتاب.

قال أشهب: دعا بعض الأمراء مالكا يستشيره في شيء فدخل عليه، وأشار بقطع قوم وقتل قوم، وخرج علينا وهو يتبسم ويقرأ: "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب" (١١٠).


(١٠٩) في لسان العرب: الحرب بالتحريك: نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له.
(١١٠) الآية ١٧٨ من سورة البقرة.