للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاشتريت ثياباً ورداء، وجعلتهم عند صباغ. فإذا أتيت لبست تلك الثياب علي، في حانوته. ومضيت الى ابن سلام. فإذا انصرفت من عنده، رجعت الى حانوت الصباغ، وكشفت ما علي، ولبست ثيابي التي جئت بها، ورجعت الى دري. فقال لي رجل: أراك تلازم وتسمع، ولا تكتب. فقلت له: والديّ رغباني في هذا الأمر، والمعونة عليه، ولم يمكّناني من شيء. فقال: أعطيك جلداً تكتبه لنفسك. وتكتب لي آخر. فرضيت بذلك، وفعلته معه مدة. الى أن يسر الله لي فيما اشتريت به الرق. وقويت به على طلب العلم. وكان أبو العرب شاعراً. أنشد له ابنه تميم:

إذا ولى الصديق لغير عذر ... فزاد الله خلته انقطاع

الى يوم التناد بلا رجوع ... فإن رام الرجوع فلا استطاعا

إذا ولى أخوك قفاه عنك ... فولّ قفاك عنه وزده باعا

وناد وراءه يا ربّ تمّم ... ولا تجعل لفرقته اجتماعا

وله:

ضعفت حيلتي وقلّ اصطباري ... والى الله التشكي كل ما بي

وهن العظم بعد أن كان صلباً ... وفقدت الشباب أي شباب

<<  <  ج: ص:  >  >>