للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الجامع في محفة، ويركب حمارا مبرقعا، وطولب بلباس السواد، فامتنع، فخوفه أصحابه سطوة السلطان وتهمته بتولى بني أمية، فلبس كساء صوف أسود.

قال بعضهم: رأى بعض من بمصر كأن ابن أكتم ذبح الحارث بن مسكين، فلم يكن حتى جاءه قضاء مصر، وكان على يدى ابن أكتم قاضى القضاة حينئذ.

* * *

قال أبو محمد الضراب في كتابه: روى الحارث عن ابن وهب عن مالك، في الرجل يدعى للعمل فيكره أن يجيب إليه، وخاف على دمه، أو جلد ظهره، وهدم داره، كيف ترى في ذلك؟

قال: أما هدم داره، وجلد ظهره، وسجنه، فإنه يصبر على ذلك، ويترك العمل، خير له. وأما أن يباح دمه، فلا أدرى ما حد ذلك، ولعله في سعة من ذلك إن عمل.

قال يونس: روى الحارث هذا الخبر، وولى، ووالله لقد سألني: ترانى أهلا للفتيا كما قال مالك؟

وحكى القاضي يونس: ولى جعفر المتوكل، الحارث، قضاء مصر بعد أن سجنه على إبائه ذلك زمانا.

قال محمد بن عبد الوارث: كنا عند الحارث، فأتاه على بن القاسم الكوفى المدني، فقال له رأيت في النوم الناس مجتمعين في المسجد الحرام فقلت: ما اجتماعكم؟

فقالوا: عمر بن الخطاب جاء يقعد الحارث بن مسكين للقضاء.

فرأيته أخذه، وسمر مقعده في الحائط، وانصرف، فتبعته، فلما أحس بي قال: ما تريد؟

قلت: أنظر إليك.