وذكر أن رجلاً سأل أشهب عن الحرث في أرض مصر. فقال لا تجوز. فقال له أنت تحرث فيها. فقال له: فأحمل لنفسي ولك أيضاً. وسأل عنها ابن وهب فنهاه. فقال له: فأشهب يفعله. فقال أعطنا آخر كأشهب. يكفل ايتامنا، ويرق لضعفائنا، ونبيح لك أن تحدث في مسجدنا. قال سحنون: كان يتصدق بأضعاف كرائها. قال سحنون: حضرنا أشهب يوم عرفة بجامع مصر، وكان من حالهم إقامتهم بمسجدهم إلى غروب الشمس، يعني للذكر والدعاء كما يفعل أهل عرفة بها، وكان يصلي جالساً يعني النافلة. وفي جانبه صرة يعطي منها السوّال، فنظرت فإذا بيد سائل دينار، مما أعطاه، فذكرته له، فقال لي وما كنا نعطي من أول النهار، وذكر يونس قال: زعم أشهب أنه سمع سليمان السائح في مساجد الصحراء يقول: يا رب عبدك سليمان جائع، لم يأكل منذ ثلاث ليال. فلما فرغ سمعته يمضغ فكرهت أن أدخل عليه فأحشمه، وكان للمسجد بابان فخرج من القبلي ودخلنا من آخر. فإذا بأنواء تمر وتمرة منتبذة فأكلتها، فأقمت معصوباً عشرة أيام لا آكل ولا أشرب. قال سحنون: اجتاز أشهب بابن القاسم يوماً وعلى أشهب ثياب