للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال عمر: الأحيان يخطئ، والأحيان لا يصيب.

فقال مالك: هكذا الناس. ثم فطر.

فقال عمر: لا، ولكن هكذا أنت.

فأقبل مالك على الأمير وقال: ما ظننت أن الأمير يحض مجالسه اللعابين.

ثم قال: من هذا؟

قيل له: عمر بن قيس أخو حميد (٢٧٧).

فقال: لو علمت أن لحميد أخا مثل هذا ما رويت عنه.

قال أبو داود السجستاني: سقط عمر بن قيس بهذا المجلس.

- * -

وقال غيره: حج مالك فجلس عند الميزاب في ظل الكعبة، وكثر الناس عليه يستفتونه، فإذا جاء أحد يسأله عن الحج، قال: أفرد، أفرد، هي سنة النبي .

فأتاه عمر بن قيس فوقف عليه، وقال: يا مالك! أنت هالك، جلست في حرم الله تضل حجاج بيت الله، تقول: أفردوا أفردوا! أفردك الله.

فقام إليه الناس، فقال مالك: دعوا المسكين، فهو في شر من هذا، أنه يشرب الخندريس، وفي رواية: يستحل شرب الخندريس، يعنى المسكر من النبيذ، زاد بعضهم: أنه باع مصحفا فاشترى كلبا.

فولى عمر وقد اسود وجهه، فوضعه الله إلى يوم القيامة.

- * -

وقال أبو مصعب: أرسل الموالى إلى مالك بغلام شاب شهد عليه بالسرقة، وقد كان أفتى المغيرة، أحسبه قال: وابن أبي حازم، بقطعه، ومدت يده للقطع، ثم قال الوالى: اذهبوا به إلى مالك، فأدخل عليه،


(٢٧٧) حميد بن قيس، قال عنه ابن سعد: ثقة، كثير الحديث، توفي في خلافة أبي العباس، انظر الخلاصة ص ٩٥.