للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: أفرأيت ما أقول أن محرمه من المسجد، أليس يخرج من ذلك من عمل (٢٧٤) بما تقول، وقد اختلف في ذلك، فالحيطة في مسجد ذى الحليفة، والحديث فيه أقوى، وقد قال ابن عمر: بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على رسول الله ، ومكان ابن عمر من الإسلام مكانه، وقد صحب رسول الله وأكثر الرواية عنه، وكان معه في صحبته يدون أفعاله ليفعلها ويستقريها (٢٧٥)، حتى إن كان ليخرج إلى الحج والعمرة فيتحرى في بعض المواضع التي قد عرف مواطئ أخفاف راحلة النبي ، وعاش بعده ثلاثا وستين سنة، ويرى ما فعل أصحاب رسول الله .

فلم يزل يكلمه حتى تبين لابن عجلان قوله، فقام إلى رأس مالك فقبله.

- * -

قال حامد بن يحيى وغيره، - وبعضهم يزيد على بعض، فأتينا بالخبر كاملا بزياداته -:

اجتمع عند أمير مكة مالك بن أنس، وعمر بن قيس المعروف بسندل، أخو حميد بن قيس، فقيل لعمر:

هذا رجل من ذى أصبح (٢٧٦).

قال: وأنا رجل من ذى أمسى.

وأقبل على مالك فقال له: ما تقول فيمن كسر ثنية ظبي؟ فقال: عليه ما نقصه.


(٢٧٤) ك: عمل - أ: علم.
(٢٧٥) ك: وكان معه في صحبته يدون أفعاله ليفعلها ويستقريها - أ: وكان معه في حجته يروي أفعاله ليفعلها ويستقر بها.
(٢٧٦) ينسب الإمام مالك إلى ذي أصبح فهو مالك بن أنس الأصبحي، وذو أصبح هو الحارث الجد الثامن للإمام مالك، وهو أحد أذواء حمير، ومن المعلوم أن أسرة الإمام مالك يمنية الأصل.