للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال مالك: هذا الخبر الشائع عندنا أثبت من الحديث.

فرجع أبو يوسف إلى قوله.

- * -

قال معن: دخل مالك على هارون وعنده أبو يوسف، فلم يزل هارون يدنيه حتى أخذ بيده وأجلسه إلى جنبه، وجعل يسأله: يا أبا عبد الله، يا أبا عبد الله؟ فقال له أبو يوسف: كيف أنت يا أبا عبد الله؟ فأعرض عنه، فقال له هارون: هذا قاضينا. فأعرض عنه، فسأله أبو يوسف عن مسألة فلم يجبه. فقال له هارون: أجبه. فقال له مالك وهو معرض عنه: إذا رأيتنا جلسنا لأهل الباطل فتعال حتى أجيبك.

- * -

قال ابن حنبل: سأل أبو يوسف مالكا عن مسألة عند هارون فلم يجبه (٢٧٢)، فقال أبو يوسف لهارون: قل له يجيبنى. فقال له مالك: ساء ما أدبك أهلك.

- * -

ودخل محمد بن عجلان (٢٧٣) على مالك، وكانت فيه حدة فقال له وهو دائم:

أرأيت الذي تفتى الناس فيه أن محرم رسول الله من ذي الحليفة؟

فقال له مالك: إن جلست فاستمعت كلمتك.

فجلس، فقال له مالك: أرأيت إن كان ما قلت إن محرم رسول الله * من البيداء، أليس يأتي على ذلك ويدخل فيه ما أقول؟

قال: بلى.


(٢٧٢) / فلم يجبه / ساقط من ك.
(٢٧٣) محمد بن عجلان القرشي، أبو عبد الله المدني، قال عنه في الخلاصة: أحد العلماء العاملين، توفي سنة ١٤٨ - انظر الخلاصة للخزرجي ص ٢٥١.