يوما، وقيل بثلاثة وعشرين يوما، وهذا هو المشهور من تاريخ وفاته.
وقال أبو على البصرى: في كتاب المعرب: وقيل توفى سنة ثلاث ومائتين.
قال محمد بن عبد الحكم: سمعت أشهب يدعو على الشافعي بالموت، فذكرت ذلك له، فأنشد متمثلا:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت … فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل الذي يبغى خلاف الذي مضى … تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
فمات الشافعي، واشترى أشهب من تركته غلاما طباخًا، فمات بعده بثمانية عشر يوما، واشتريت أنا الغلام من تركة أشهب، ونهيت عن شرائه، وقيل لي دعه فقد دفن العالمين في بضعة عشر يوما، فاشتريته وتركت التطير.
وحكى الربيع بن سليمان قال: سمعنا أشهب يقول في سجوده: اللهم أمت الشافعي وإلا ذهب علم مالك، فبلغ ذلك الشافعي، فأنشأ يقول البيتين؛
***
قال محمد بن حفص المعافري في مرض أشهب، رأيت في المنام أن قائلا يقول لي: يا محمد، فأحبته فقال:
ذهب الذين يقال عند فراقهم … ليت البلاد بأهلها تتصدع
فقلت لامرأتى: ما أخوفنى أن يموت أشهب، فخرجت فإذا هو قدمات.
وقال آخر: نمت في القائلة، فرأيت هاتفا يقول:
ليبك على الإسلام من كان باكيا … فقد أوشكوا هلكا وما قدم العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها … وقد ملها من كان يقلقه الوعد