للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن حارث: كان يتكلم في علم مالك كلاما عاليا، ويفهم علم الوثائق فهما جيدا، ويناظر في الجدل وفى مذاهب أهل النظر، على رسم المتكلمين والفقهاء، مناظرة حسنة، وكان لسانه مبينا، وقلمه (٨٥٦) بليغا. مع حصافة (٨٥٧) العقل، وذكاء الفهم، وكان في المناظرة في الفقه أجزل منه في الكلام.

وقال في كتاب آخر: كان من أهل المرؤة والانقباض والصيانة، ولم يكن في طبقته أفقه منه ولا أصدق، وعنى بالنظر والخلاف، ولكنه كان مالكيا محضا، وقد ألف الأجدابي في فضائله (٨٥٨).

وقال ابن أبي دليم: كان من أهل الحفظ والذكاء والعلم بالوثائق.

قال أبو عبد الله الأجذابي: كان أبو الفضل صالحا، قواما صواما، ورعا، حافظا للفقه والحجة لمذهب مالك درس كلام القاضي إسماعيل.

قال: وقال لنا أبو الحسن القابسي: - وذكره وفضله -: ما بين محمد بن سحنون وأبي الفضل أشبه بمحمد منه، لعلمه وورعه وزهده واجتهاده، وكان من العاملين.

قال: ويقال: إن أهل مصر لم يعجبوا ممن ورد إليهم من المغرب، إلا من ثلاثة.

من ابن طالب، أعجب به أولئك الجلة.

وموسى القطان، فإنه كان من أنبل أصحاب محمد بن سحنون.

وأبى الفضل الممسى.

وكان يقال: ما كان ببلدنا على معنى ابن سحنون (٨٥٩) في الكلام على العلم ومعانيه، إلا موسى القطان، وبعده أبو الفضل.


(٨٥٦) أ ط: وقلمه بليغا - م: وقلبه بالغا.
(٨٥٧) أ: مع حصافة العقل - م ط: مع خصابة العقل.
(٨٥٨) أ: وقد ألف الأجذابي في فضائله - ط م: وقد ألف الإجزاء في فضائله.
(٨٥٩) أ ط: على معنى ابن سحنون م: على معنى إسماعيل بن إسحاق.