قال سحنون: ما رأيت (١١٥) أحدا من قضاة البلدان إلا شجرة، وشرحبيل قاضي أطرابلس.
وأخذ عن شجرة جماعة من أصحاب سحنون، وغيرهم.
وزعم بعضهم، أنه ممن سمع من مالك، وسماه شجرة بن عبد الله بن عيسى القيرواني، فان صح، فلعله آخر، والله أعلم.
قال أبو العرب: وكان شجرة من خير القضاة وأعلمهم، ثقة، عدلا، مأمونا.
وكان يلبس الثياب الحسنة، ويخضب لحيته وأطرافه بالحناء، ويركب الفرس الفاره، ويجيد الركوب، وكان كثير المعروف والفضائل، وله كتاب في مسائله لسحنون.
وعمر حتى توفى سنة اثنين وستين ومائتين.
مولده سنة تسع وستين ومائة.
وابنه أبو شجرة عمرو بن شجرة، ولى قضاء تونس، وكان صالحا ثقة، روى عنه يحيى بن عمر، وقتل برقادة، سنة إحدى وثمانين ومائتين، في ثورة أهل تونس، على إبراهيم بن أحمد بعد أن حبس.
ذكر ابن كدية: أن شجرة خرج يوما للسماع، فنظر في الناس ولده فلم يره، فأمر داية ابنه أن تحركه للسماع، فمضت، ثم رجعت وقالت: هو نائم، وكرهت أن تنبهه من نومه، فأنشأ شجرة يقول:
شرب العشى ونوم بالغدوات … موكلان بأخلاق المروءات
لا خير فيمن حوت كفاه مكرمة … فباعها بسماع أو بلذات
ثم قال: اقرأوا، رحمكم الله، اللهم لا تفتنا، وعافنا من العقاب، فإن ذلك بيدك.