للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغفرتك في هذا اليوم العظيم، فإن كنت فعلت فبخ بخ وإن كنت لم تفعل فيا ويلي ويا حسرتي، قال فجعلت على ثوبه علامة ثم سرت إلى أهلي، فتغديت معهم ووطئت وقمت ثم جئت المسجد فوجدته على هيأته كما تركته، قال يحيى: وخرج ابن القاسم إلى الحج، فلما كان بالأبواء، إذ أتته جارية كأحسن الجواري فناولها شيئاً، فقالت له ما أريد هذا، إنما أريد منك ما يكون من الرجل إلى المرأة، فأدخل رأسه بين ركبتيه وجعل يبكي، وأتاه أصحابه وهو كذلك فسألوه فأخبرهم، فجعلوا يبكون. فقال لهم لم تبكون؟ قالوا لأنا لو ابتلينا بما ابتليت به لم نأمن من الفتنة. فرأى ابن القاسم في المنام يوسف عليه السلام، فقال له: لقد كان في شأنك مع امرأة العزيز عجب فقال له يوسف شأنك مع صاحبة الأبواء أعجب إني هممت وأنت لم تهم، ومن كتاب الفقيه أبي مروان بن مالك القرطبي: قال ابن القاسم: خرجت إلى الإسكندرية ومعي وديعة فأرسينا في موضع مخوف فآثرت السهر لحفظ الوديعة، فإذ في شط البحر رجل أبيض على برذون أشهب فشق البحر إليّ حتى وقف على السفينة فقال لي: نم يا ابن القاسم فنحن نحرسها، قال ابن القاسم للحارث: لا نخبر به أحداً في حياتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>