فقال: نعم، هو ما حدثني به مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي ﷺ دعا به يوم الأحزاب: اللهم إني أعوذ بنور قدسك، وعظمة طهارتك، وبركة جلالك من كل آفة وعاهة، وذكر نحو ما تقدم.
***
وتوفى الشافعي بمصر عند عبد الله بن عبد الحكم، واليه أوصى؛
قال الربيع: كنا جلوسًا في حلقة الشافعي بعد موته بيسير، فوقف علينا أعرابي فسلم ثم قال: أين قمر هذه الحلقة وشمسها؟
فقلنا: توفي رحمه الله تعالى.
فبكى بكاء شديدًا، وقال:﵀ وغفر له ما أكثر ما كان يفتح ببيانه منغلق الحجة، ويهدى خصمه واضح المحجة، ويغسل من العار وجوها مسودة، ويوسع بالرأى أبواباً منسدة، ثم انصرف.
وكانت وفاته بمصر يوم الخميس، وقيل ليلة الجمعة، منسلخ رجب سنة أربع ومائتين/ [ودفنه بنو عبد الحكم في قبورهم، وصلى عليه أمير مصر، وكان رحمه الله تعالى خفيف العارضين يخضب] / (٢٨٥).
(٢٨٥) ما بين خطين ساقط من نسختى أ، ط، ثابت في غيرهما - وقد ورد نفس هذا الكلام في الديباج، في ترجمة الإمام الشافعي، وفيه" وصلى عليه السرى أمير مصر".