للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أخذت لهم صلة. وإني لأدخل عليه، فأكلمهم بالتشديد، وما عليه العمل وفيه النجاة. ثم أخرج عنهم، فأحاسب نفسي، فأجد عليّ الدرك مع ما ألقاهم به في الشدة والغلظة، وكثرة مخالفتي هواهم، ووعظي لهم. فوددت أن أنجو مما دخلت فيه كفافاً. وقيل له: إن يعقوب بن المضار لا يحبك فقال: الحمد لله، الذي لم يجمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب واحد قال سليمان بن سالم: رأيت سحنون إذا قرىء عليه الكتاب الجهاد لابن وهب. وكتاب الزهري، يبكي حتى تسيل دموعه على لحيته. وقال مرة لرجل: اقرأ علي: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة ... فقرأها. فلما بلغ: فستذكرون ما أقول لكم ... قال: حسبك. وهو يبكي. قال بعضهم: خرج سحنون وابن رشيد وابن الصمادحي إلى المنستير، ومعهم ابن نعيم، قال: نظرت إلى سحنون تسيل دموعه على لحيته. ثم سكت الفتى فقال سحنون: يرتجي أن يرتفع صوته، لو كان من يقول له، له. قال بعضهم: دخلت على سحنون وفي عنقه تسبيح يسبح به. قال حبيب: قال سحنون يتمثل بهذه الأبيات:

كل شيء قد أراه نكراً ... غير وكزا الرمح في ظل الفرس

وقيام في حناديس الدجا ... حارساً للقوم في أقصى الحرس

وحكي الإيباني، عن سحنون، إنه قال في الحديث: فيمن أخاف أهل المدينة، قال: ليس هم سكانها، بل كان من قال بقولهم، حيث كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>