للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت: ميتة.

قال: فلم تنتفينها؟

قالت: لآكلها أنا وعيالى؛

فقال لها: يا هذه! أن الله تعالى قد حرم عليك الميتة، وأنت في بلد مثل هذا؛

قالت: با هذا! انصرف عنى؛

فلم يزل يراجعها الكلام وتراجعه، إلى أن قال لها: وأين تنزلين من الكوفة؟

قالت في قبيلة بني فلان؟

ثم قال لها: وبأى شيء تعرف داركم؟

قالت: بيني فلان؛

فانصرف عنها وصار إلى الخان، ثم سأل عن القبيلة فدلوه عليها، فقال الرجل: لك على درهم وتعال معى إلى الموضع؛

فمضى حتى انتهى إلى القبيلة التى ذكرت المرأة، فقال للرجل: انصرف؛

ثم دنا إلى الباب، فقرع الباب بمقرعة كانت معه، فقالت العجوز: من هذا؟

فقال لها: افتحى الباب؛

ففتحت بعضه، فقال: افتحيه كله؛

ثم نزل على البغل، ثم ضربه بالمقرعة، فدخل البغل إلى الدار، ثم قال للمرأة: هذا البغل وما عليه من النفقة والكسوة والزاد هو لكم، وأنتم منه في حل في الدنيا والآخرة.