فقال لها: يا هذه! أن الله تعالى قد حرم عليك الميتة، وأنت في بلد مثل هذا؛
قالت: با هذا! انصرف عنى؛
فلم يزل يراجعها الكلام وتراجعه، إلى أن قال لها: وأين تنزلين من الكوفة؟
قالت في قبيلة بني فلان؟
ثم قال لها: وبأى شيء تعرف داركم؟
قالت: بيني فلان؛
فانصرف عنها وصار إلى الخان، ثم سأل عن القبيلة فدلوه عليها، فقال الرجل: لك على درهم وتعال معى إلى الموضع؛
فمضى حتى انتهى إلى القبيلة التى ذكرت المرأة، فقال للرجل: انصرف؛
ثم دنا إلى الباب، فقرع الباب بمقرعة كانت معه، فقالت العجوز: من هذا؟
فقال لها: افتحى الباب؛
ففتحت بعضه، فقال: افتحيه كله؛
ثم نزل على البغل، ثم ضربه بالمقرعة، فدخل البغل إلى الدار، ثم قال للمرأة: هذا البغل وما عليه من النفقة والكسوة والزاد هو لكم، وأنتم منه في حل في الدنيا والآخرة.