للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال له ابن أبي الجواد: لقد أعمى الله قلبك كما أعمى بصرك.

وكان موسى إذا نزل عنده إسماعيل بن رباح الزاهد، يستنجد له الطعام، فلا يأكل إسماعيل منه شيئا، فيذهب موسى إلى السوال وأهل الطريق، فيجمعهم إليه، ويقرب الطعام إليهم، فإذا رآهم إسماعيل كذلك، أكل معهم.

وألف موسى بن معاوية كتاب الزهد، وكتاب مواعظ الحسن.

قال ابن أبي دليم: والأغلب عليه الحديث والرواية. وكان من أهل الورع والدين، منافيا لأهل البدع.

وذكر لبعض الشيوخ نقص الفقه، مع كثرة الرواية، فقال: هذا الصمادحى، على كثرة جمعه، عرضت له مسألة في حمار، فما عرف ما يجب له، حتى استفتى.

قال فرات: حضرت الأمير زيادة الله يسأل الصمادحى عن عمود في مسجد خرب، أراد تحويله إلى الجامع، فقال: لا تحركه من موضعه، وجعل يحتج له.

قال (١٠٩) أبو الفضل بن حمزة: كنا نسمع من الصمادحى وقد كف بصره، فاستدعى ماء، فجئت إلى الماجل، فإذا فيه ماء قليل وفأر كبير (١١٠)، فأعلمناه، فقال: ايتونى منه، فاستشمه، فلم يجد له رائحة فقال: كيف ترون الماء؟

فقلنا: صافيا.


(١٠٩) لقد سبق أن نبهنا في التعليق (٩٤) على سقوط نحو ٣٥٠٠ كلمة من نسختي أ - ط وذلك من قوله هناك: (فقلت: قال أصبغ) إلى قوله هنا: (وجعل يحتج له، قال) -وذلك يتضمن قسما مهما من ترجمة سحنون، وترجمة عون بن يوسف الخزاعي بكاملها، وقسما مهما من ترجمة أبي جعفر موسى بن معاوية الصمادحي - وقد اقتصرنا في مقابلة هذا القدر الساقط من النسختين المذكورتين على ما ورد في النسختين الأخريين: ك، م - لأنه ثابت فيهما كما سبقت الإشارة إلى ذلك - ونعود الآن إلى المقابلة على النسخ الأربع: ا - ط - ك - م.
(١١٠) أ، ط: وفأر كبير - ك، م: وفأر كثير.