درس أبو الأزهر وحفظ، واختلف معنا الى الشيوخ. وكانت له قريحة حسنة، وفهم جيد في الفقه، وعناية بالوثائق. قال المالكي: كان أبو الأزهر من الأئمة الراسخين، ذا فقه بارع، وعلم بالأصول، مجوداً للوثائق والأحكام، وعلم القضاء، مبرزاً، حسن الوجه، جميل الشيبة، متواضعاً. قال أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله: ما بإفريقية أفقه من أبي الأزهر، إنما قطع به، قلة دنياه. صحب أبا بكر ابن اللباد، وأبا عبد الله بن مسرور، وأبا محمد بن أبي هشام، ولم تكن له دنيا. كان عيشه، من الوثائق. وأراد عبد الله بن هاشم القاضي استكتابه، فاستشار أبا محمد بن أبي زيد فكسّر عليه، فبلغ ذلك أبا الأزهر، فجلس بالقرب من درب السكة، فإذا خرجت مسألة من عند ابن أبي زيد، كتب تحت الجواب: خطأ، ونبّه على ذلك. فضاق من ذلك ابن أبي زيد، ووجه إليه يعتذر له. وقال: إنما فعلت ذلك، إجلالاً لقدرك إذ أنت من شيوخنا. قال: فترك ذلك. قال أبو إسحاق القابسي: اختلف أصحابنا فيمن صلى بامرأته، المكتوبة هل يصلي تلك الصلاة مع الجماعة؟ فقال أبو سعيد ابن أخي هشام وغيره: لا يفعل. وجعلوا صلاته مع زوجته جماعة. وقال أبو الأزهر: لا بأس بذلك. وأتى أبو الأزهر لإشهاد أملاك لرجل مشهور بالقيروان، وقد حضره أبو سعيد، وابن التبّان، وابن أبي زيد وغيرهم، وامتلأت الدار، فلم يجد أين يجلس