قال اللبيدي: وكان عمر من العلماء بالقراءة، يجيد رواية ورش، مقدماً في الإعراب، ومعرفة الناسخ والمنسوخ والخاص والعام والتفسير والغريب والحساب والفرائض ودرس الفقه، سمعت أبا محمد الصدفي يقول: ما رأيت في خارج إفريقية أعلم منه وكان قد لزم السكنى بعد مسرة بن مسلم بقصر زياد يؤمد فيه ويطلب عليه الناس منقطعاً في العبادة، ما رأيته ضاحكاً قط، ولا كان يبتسم ولا يتكلم يما لا يعنيه، إنما كان يجلس لقراءة القرآن، ومذاكرة العلم، وينزوي للصلاة والذكر، وكان من أعلم الناس بالوثائق والبلاغة في الترسيل، وحجب أيضاً حمدون بن مجاهد، ومحمد بن عبد الرحيم بن عبد ربه، وكان خاصة بأبي إسحاق الجبنياني ينشط إليه ما لا ينشط الى غيره رحمه الله تعالى.