وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة تسع وثمانين، فصير مكانه وناب منابه شيخنا أبو الحسين سراج. ووصل الرحلة الى داره وأخذ عنه الناس وأخذ عنه في حياته ابنه أبو الحسين المذكور وحاز الإمامة في هذا الباب بعده وكان رجل وقته فهماً وعلماً وحفظاً وإتقاناً مع التقدم في ثمرة الأدب النثر والنظم وهو القائل:
بث الصنائع لا تحفل بموقعها ... في آمل شكر المعروف أو كفرا
كالغيث ليس يبالي حيث ما انسكبت ... منه الغمائم ترباً كان أو حجرا
لقيته رحمه الله بقرطبة وقرأت عليه من كتب الشروح وغيرها كثيراً. وتوفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسماية، وقد أجريت من ذكرهم في كتاب المعجم في الشيوخ أشبع من هذا، وفي هذا كفاية إن شاء الله تعالى.