قال مضيت إلى مالك بن أنس فأقمت له الصراط المستقيم.
قال فأتيت مالكاً فأصبته يدون الموطأ فأخبرته بالخبر فبكى، وروى أبو مصعب أن أبا جعفر قال لمالك ضع للناس كتاباً أحملهم عليه.
فكلمه مالك في ذلك فقال ضعه فما أحد أعلم منك.
فوضع الموطأ فلم يفرغ منه حتى مات أبو جعفر.
وقال أبو مصعب سمعت مالكاً يقول دخلت على أبي جعفر بالغداة حين وقعت الشمس بالأرض وقد نزل عن شماله إلى بساط وعلى البساط برذونان قائمان من حين دخلت إلى حين خرجت لا يبولان ولا يروثان أدباً وإذا بصبي يخرج ثم يرجع، فقال أتدري من هذا؟ قلت لا؟ قال هو ابني وإنما يفزع من شيبتك وفي رواية إنه استنكر قرب مجلسك مني ولم يربه أحد قط، وحقيق أنت بكل خير وخليق بكل إكرام، وقد كان أدناه إليه وألصق بركبته فلم يزل يسألني حتى أتاه المؤذن بالظهر فقال لي أنت أعلم الناس وفي رواية أهل الأرض.
فقلت لا والله يا أمير المؤمنين.
قال بلى.
ولكنك تكتم ذلك.
وفي رواية فما أحد أعلم منك اليوم بعد أمير المؤمنين.
ولئن بقيت لأكتبن كتابك بماء الذهب، وفي رواية كما تكتب المصاحف ثم أعلقها في الكعبة وأحمل الناس عليها.