(مُزَوْزِياً لمًّا رَآهَا زَوْزَتِ ... )
فَأَما قَوْله:
(ناجٍ وَقد زَوْزَى بِنَا زِيزاؤُه ... )
قَوْله زِيزاؤُه يحْتَمل أَن كَون على الْوَجْهَيْنِ اللَّذين ذكرنَا فَإِذا حُمِلت على الَّذِي هُوَ ضَرْب من الأَرْض فَهُوَ كَقَوْلِهِم سارَتْ بهم الفِجاجُ الْمَعْنى سارُوا همْ فِي الفِجَاج وَمثل ذَلِك فِي الْمَعْنى:
(مَا زالَ مُذْ وَجَفَتْ فِي كل هاجِرَةٍ ... بالأشعَثِ الوَرْدِ إلَاّ وَهُوَ مَهْمُوم)
أَي مذ وجَفَتِ الأرضُ بالأشعث وَالْمعْنَى وجَفَ بالأشعثُ الورْدُ بِالْأَرْضِ وَيجوز أَن يكونَ المصدرَ الَّذِي هُوَ كالزِّلْزال كَأَنَّهُ قَالَ سارَ بِنَا سَيْرُ هَذَا المكانش أَو هَذَا الجملِ فَإِن قلت هَلَاّ امتَنع من حيثُ امتنَع سِيرَ بِهِ سَيْرٌ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا زِيادةَ فِيهِ على الفِعل المتقدّم فَالْقَوْل أنَّ هَذَا لَا يمتنِع لما فِيهِ من التَّخْصِيص بالإِضافةِ فَصَارَ تخصيصُه بالإِضافة كتخصيصه بالوَصْف فِي قَوْلك سِيرَ بِهِ سَيْرٌ شديدٌ قَالَ ابْن جني: فَأَما قَول الهُذَلي:
(فَيَنْبَغِي أَن كَون زِيزاءُ هَاهُنَا علَماً معرفَة لِامْتِنَاع صَرْفِها وَلَو كَانَت نكرَة لانصرفَتْ لِأَن فِعْلاءً ينْصَرف كعلْباءٍ وقيقاءٍ وزِيزَاءٍ - للْأَرْض الخَشِنة والزِّيزاءُ - الرِّيش والشِّعْر من طِيْمائِه - أَي من طَبْعة وأصلهِ قَالَ الشَّاعِر:
(وَلَيْسَ يُعْرَف من طِيمائِه الكَذِبُ ... )
قَالَ أَبُو عَليّ: الْهمزَة فِيهِ للإِلْحاق وَإِنَّمَا ذهَب إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ جعله من قَوْلهم طامَةُ اللهُ على الخَيْر - أَي طَبَعه مُبدَلةَ الميمِ من النُّون الَّتِي فِي طانَهُ والدِّئْدائ - ضَرْب من العَدْو فَوق الحَفْد والدِّئْداء - أخِرُ الليلِ وَقيل آخِرُ الشهرِ وإبلٌ مِعْكاءٌ - سمينةٌ وَيُقَال المِعْكاء - المَسَانُّ الَّتِي لَا حَشْوَ فِيهَا والحَشْو - الصِّغار
(فُعْلاءُ وحكمُ همزتِه حكمُ همزَة فِعْلاءٍ إِنَّمَا هِيَ ملحقةٌ لَهُ بِبِنَاء قُسْطاس كَمَا أَن تِلْكَ ملحةٌ لفعْلاء بِبِنَاء قِرْطاس) الخُشَّاء - العَظْم خَلْفَ الأُذن همزته منلقبةٌ عَن يَاء زَائِدَة مُلْحقَة كَمَا تقدم والشين الأولى عينٌ بِدلَالَة قَوْلهم خُشَشاء الصَّرْف فِي خُشَّاءٍ لَا غيرُ لِأَنَّهُ بِنَاء آخرُ غيرُ خُشَشاء وَلَو كَانَ من صِيغة خُشَشاء لما غُيِّر بِالْإِدْغَامِ لِأَن مَا خرج من أبنية الْأَفْعَال إِلَى أبنِيَة الْأَسْمَاء نَحْو سُرَر وجُدَد ومِرَر لَا يدغَم وَلَا يكونُ خُشَّاءٌ فُعَّالاً لِأَنَّهَا لَو كَانَت كَذَلِك لكَانَتْ خُشَشَاء فُعَعالاً وَهَذَا لَيْسَ من كَلَامهم والقُوْباء - بَثْر يظهرُ بالجسد همزته منقلبة عَن يَاء مُلْحِقة كَمَا تقدم فِي خُشَّاءٍ فَإِن ق لت لم لَا تَجْعَلهُ فُوْعالاً كالطُّومار والسُّولافِ فَتكون الْهمزَة منقلبة عَن الْوَاو من قَوْلهم مَقْبُوّ وقَبَّاءٌ ومتَقَبِّ فَالَّذِي يمْنَع من ذَلِك أَنهم قَالُوا قُوَباء كالعُشَراء وَلَا يكون فِي الْكَلَام فُوَعال وَيدل على ذَلِك أَيْضا قَوْله قَوَّبْن حَوْلَه والدُّوْداء - مَسِيل يَدْفَع فِي العَقِيق وتُناضِبُ - شُعْبة من بعض أثْناء الدُّوْداء واللُّوْباء - لُغَة فِي اللُّوبِيَاء
(فَعَلَاءُ وألفه للتأنيث) قَِرَماءُ - موضعٌ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:
(على قَرَماءَ عالِيةٍ شَوَاه ... كأنّ بَياضَ غُرَّتهِ خِمَارُ)
وحَنَفاءُ - اسمُ موضعٍ حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:
(رَحَلْتُ إِلَيْك مِن جَنَفاءَ حتَّى ... أنخْتُ حِذَاءَ دارِكَ بالمَطَالِي)