وَمن ذَلِك (الذَّهَبُ) أُنْثَى وَقد يذكر وَجَمعهَا فِي القَبِيلَيْنِ أَذْهابٌ وذُهْبانٌ
وَمن ذَلِك (المالُ) يذكر وَيُؤَنث وَقد أَنَّثَها رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وذكَّرها فِي كَلَام وَاحِد فَقَالَ: " المالُ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ونِعْمَ العَوْنُ هُوَ لصَاحبه " وَأنْشد قَول الشَّاعِر:
(والمالُ لَا تُصْلِحُها فاعْلَمَن ... إِلا بافسادِكَ دُنْيَا ودِينْ)
وَمن ذَلِك (العُرْسُ) يذكر وَيُؤَنث ويُصَغِّرُونها وعُرَيْسٌ وعُرَيْسَةٌ وَجَمعهَا فِي القبيلين عُرُساتٌ وَحَقِيقَة العُرْسِ طَعامُ الزَّفافِ
وَمن ذَلِك (العَسَلُ) يذكر وَيُؤَنث قَالَ الشماخ:
(كأَنَّ عُيُونُ النَّاظِرِينَ يَشُوقُها ... بهَا عَسَلٌ طابتْ يَدَا من يَشُورُها)
وَمن ذَلِك (النَّعَمُ) يذكر وَيُؤَنث قَالَ الراجز:
(أَكُلَّ عامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهُ ... يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتُنْتِجُونَهُ)
وَكَذَلِكَ الْأَنْعَام تذكر وتؤنث فَيُقَال هِيَ الْأَنْعَام وَهُوَ الْأَنْعَام قَالَ الله تَعَالَى: {وإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَة نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النَّحْل: ٦٦] فَذكر وَقَالَ فِي سُورَة الْمُؤْمِنُونَ مِمَّا فِي بطونها والتأنيث هُوَ الْمَعْرُوف فِي الْأَنْعَام وَقيل إِنَّمَا ذكره لِأَنَّهُ ذكره لِأَنَّهُ ذهب إِلَى معنى النَّعَمِ والنَّعَمُ والأنعامُ بِمَعْنى واحدٍ فَأَما سِيبَوَيْهٍ فَذهب إِلَى أَن الْأَنْعَام يَقع على الْوَاحِد وعَدَلَهُ بقَوْلهمْ ثَوْبٌ أَكْمَاشٌ وَمن ذَلِك (السِّلَاحُ) يذكر وَيُؤَنث قَالَ الْفراء سَمِعت بعضَ بني دُبَيْرٍ يَقُول: إِنَّمَا سُمَّيَ جَدُّنا دُبَيْراً لِأَن السِّلَاحَ أَدْبَرَتْهُ أَي تركتْ فِي ظَهْرِه دَبَراً ودُبَير تحقير أَدْبَرَ على تَصْغِير التَّرْخِيم وَيجوز أَن يكون تَصْغِير دَبِرٍ يُقَال بعير دَبِرٌ وأدْبَرُ قَالَ الطرماح وَذكر الثورَك
(يَهُزُّ سِلَاحاً لم يَرِثْها كَلَالَةً ... يَشُكُّ بهَا مِنْهَا أُصولَ المَغَابِن)
وَقَوله تَعَالَى: {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهم} [النِّسَاء:] يَدُلُّ على تذكير الصّلاح لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة مِثَالٍ وأَمْثِلَةٍ وَمن الْعَرَب من يَقُول: لبس الْقَوْم سُلُحَهُمْ والقومُ سَلِحُون أَي مَعَهم السِّلَاح وَمن ذَلِك (دِرْعُ الحديدِ) تذكر وتؤنث والتأنيث الْغَالِب الْمَعْرُوف والتذكير أقلهما أَولا ترى أَن أسماءها وصفاتها الْجَارِيَة مَجْرَى السَّمَاء مؤنثةٌ على النَّسَبِ وَأما دِلَاصٌ فبمزلة كِنَازٍ وضِنَاكٍ وَإِن كَانَ قد يجوز أَن يكون نعتاً غير مؤنث على تذكير الدِّرع وَالْمَشْهُور فِي دِلَاص التأنيثُ فَأَما قَول أَوْس بن حَجَرٍ:
(وأبيضَ صُولِيًّا كنِهْيِ قَرارةٍ ... أَحَسَّ بِقاعٍ نَفْحَ رِيحٍ فأَجْفَلَا)
فعلى تذكير الدرْع وَمن ذَلِك (اللَّبُوس) اسْم عامٌّ لِلِّباسِ والسِّلاحِ أَيْضا من دِرْع إِلَى رُمْح وَمَا أشبههما مُذَكّر فَإِذا نويتَ بهَا درْعَ الْحَدِيد خَاصَّة أنثتَ وَأنْشد للْعَبَّاس بن مرداس:
(فَجِئْنَا بألفٍ من سُلَيْمٍ عليهمُ ... لَبُوسٌ لَهُم من نِسْجِ داودَ رائِعُ)
وَفِي التَّنْزِيل: {وعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لتُحْصِنَكُمْ} [الْأَنْبِيَاء: ٨٠] وَلَيْسَ هَذَا بِشَاهِد قَاطع وَلَا مُقْنِع فِي تَأْنِيث اللَّبُوس لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون الإخبارُ عَن الصَّنْعَة وَعَن اللبوس