للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمن ذَلِك (القَمِيصُ) الدِّرْع مُؤَنّثَة وَمن ذَلِك (السُّوق) تذكر وتؤنث والتأنيث أغلب قَالَ الشَّاعِر فِي التَّذْكِير:

(بِسُوقٍ كَثِيرٍ رِيحُه وأَعَاصِرُهُ ... )

وَقَالَ فِي التَّأْنِيث:

(وَرَكَدَ السَّبُّ فقامَتْ سُوقُه ... )

وَالْجمع فِيهَا أَسْوَاق وَأما السُّوقُ فَجمع سُوقه وَهُوَ مَنْ دُونَ المِلِك

وَمن ذَلِك (الصَّاعُ) يذكر وَيُؤَنث وَفِي التَّنْزِيل: {نَفْقِدُ صُوَاعَ المَلِك ولَمِنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} [يُوسُف: ٧٢] وَفِيه: {ثمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ} [يُوسُف: ٧٦] وَقَالَ أَبُو عبيد أَنا لَا أرى التَّذْكِير والتأنيث اجْتمعَا فِي اسْم الصُّواع وَلكنهَا عِنْدِي إِنَّمَا اجْتمعَا لِأَنَّهُ سُمِّيَ باسمين أَحدهمَا مُذَكّر وَالْآخر مؤنث فالمذكر الصُّواع والمؤنث السِّقاية قَالَ: وَمثل ذَلِك الخَواَنُ والمائدةُ وسِنَانُ الرُّمْحِ وعَالِيَتُه والصُّوَاع إِنَاء من فضَّة كَانُوا يشربون بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَقد قدَّمت مَا فِيهِ من اللُّغَات صُواعٌ وصَوْعٌ وصَاعٌ وصُوعٌ وَإِنَّمَا كررتها هُنَا لأَقِفَكَ على أَنَّهَا كلهَا تذكر وتؤنث قَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ مُذَكّر لَا غير وَمن ذَلِك (السِّلْم) الصُّلح يذكر وَيُؤَنث وَيُقَال لَهَا السَّلْم أَيْضا قَالَ زُهَيْر فِي التَّذْكِير:

(وَقد قُلْتُما إِن نُدْرِكِ السِّلْمَ واسَعاً ... بمالٍ ومَعْرُوفٍ من القَوْل نَسْلَمِ)

وَأنْشد الْفَارِسِي:

(فَإِن السِّلْمَ زائدةٌ نَوالاً ... وإنَّ نَوَى المُحَارِبِ لَا يَؤُبُ)

وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَإِنْ جَنَحُوا للسَّلْمِ فاجْنَحْ لَهَا} [الْأَنْفَال: ٦١] فَأَما السِّلْم الإسْلَامُ فمذكر قَالَ السجساني سَأَلت الْأَصْمَعِي فَقلت فِي الحديثَ:

(مُنْذُ دَجَتِ الإسلامُ) لأَيِّ شَيْء أنثوه قَالَ أَرَادوا الْملَّة الحنيفية وَالله أعلم وَقَالُوا فلَان سِلْم وسَلْم لي - أَي مُسالم وَهُوَ مُذَكّر والسِّلْم - الاستسلام مُذَكّر لَا غير وَمن ذَلِك (سِقْطُ النَّار) يذكر ويؤنُ وَأنْشد الْفَارِسِي:

(وسِقْطٍ كَعَيْنِ الدَّيكِ عَاوَرْتُ صُحْبَتِي ... أَبَاهَا وهَيَّأْنَا لِمَوْضِعِهَا وَكْرَا)

وَقَالَ بعض الْأَعْرَاب إنَّ السِّقْطَ يُحْرِقُ الحَرَجَة هَكَذَا سمعته بالتذكير وَفِيه ثَلَاث لُغَات سِقْطٌ وسَقْطٌ وسُقْطٌ وَكلهَا جَارِيَة مجْرى سِقْطٍ فِي الجنسين أَعنِي التَّذْكِير والتأنيث فَأَما سِقْطُ الوَلِد والرَّمْل أَعنِي مُنْقَطَعَه فمذكر لَا غير وَفِيه اللُّغَات الَّتِي فِي سقط النَّار وَقد شرحتُ ذَلِك وَمن ذَلِك (الإِزَارُ) يذكر وَيُؤَنث قَالَ أَبُو ذُؤَيْب فِي التَّأْنِيث:

(تَبَرَّأُ من دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه ... وَقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيل إِزارُها)

وَقد أنكر قوم تَأْنِيث الْإِزَار وَلم يذكر هَذَا الْبَيْت عَلَيْهِم حجَّة لأَنهم قَالُوا هُوَ بدل من الضَّمِير الَّذِي فِي عَلِقَتْ على حدّ قَوْله تَعَالَى: {مُفَتَّحَةً لهمُ الأَبْوابُ} [ص: ٥٠] وَقد قَالُوا إزارة وأباها الْأَصْمَعِي وَاحْتج عَلَيْهِ بِبَيْت الْأَعْشَى:

(كَتَمَايُلِ النِّشْوَانِ يَرْفُلُ ... فِي البَقِيرِ وَفِي الإزاره)

<<  <  ج: ص:  >  >>