للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الرجل غير مكترث. استطيع أن أضمن لك التذكرة الصفراء. ولكن أصدقيني الخبر. هل أنت حقاً بالبغاء حديثة العهد؟

فأطرقت الفتاة.

وراح يسألها. . وهل تريدين أن لا تعودي إلى هذه الصناعة؟

فأطرقت ثانية. ولكن في هذه المرة بسرعة وشوق فمد إليها ذراعيه وهو يقولك يا لها من قصة عجب! أنت يا ربكة سعيدة الحظ بوقوعك في أيد طاهرة وأنا بأمرك في شغل. ولكن من غريب أمري أني لا أميل إلى تقبيل من لا تميل إلى تقبيلي. أليس في ذلك غرابة؟

قال: كلا. با أنها لتبدو لي أمراً طبيعياً. فأجابها مبتسماً. ذلك لأنك لا تزالين بعد صبية. إن ذلك ليس بطبيعي عند سواد الناس. وهل تريدين أن تدخلي هذه الحجرة وتنامي حتى الصباح وحدك؟ وماذا تريدين بي أن أصنع؟ هل أتركك تنامين وحدك. حتى إذا تنفس الصبح أعنتك على نيل التذكرة الصفراء؟ أم تريدين أن أدخل الحجرة معك؟. . .

قال ذلك وهو يشير إلى حجرة النوم.

قال: كلا، ولكن أين تنام أنت؟

أجاب وهو يشير إلى غرفة هناك، أنام هنا، لطالما نمت في مضاجع أسوأ حالاً، وأنبي فراشاً، سأقرأ الصحف التي أتيت بها في جيب معطفي. ولك أن تذهبي فتلزمي سريرك.

قال قوله كأنما يطردها. وأما الفتاة فتقدمت إلى باب الحجرة مترددة. فلما بلغته أنثنت فرنت إليه. فأطرق مبتسماً. ولوّح بيده إليها.

قال: ليكن ذلك. وليهنك النوم.

ولك تلبث أن اختفت في الحجرة وأقفلت الباب ومكث الرجل برهة ينظر إلى باب المخدع وهو يبتسم. ثم تقدم إلى معطفه فأخرج بعض الصحف اليومية. وأشعل لفافة تبغ. وجلس في مقعده يتصفحها.

ومضت ساعة. فساد السكون. وأما الرجل فنضا عنه سترتهن وخلع نعليه. واشتمل في معطفه الكثيف. ثم تقدم إلى باب المخدع وتسمع. فإذا الحجرة في سكون.

ثم وقف برهة ولكنه لم يلبث أن تولى إلى النمرقة فاضطجع. وما مضت بضع دقائق حتى ضرب الله على أذنيه. فإذا هو في سبات عميق.