للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واستيقظ الرجل عند الساعة الثامنة. فقام إلى النوافذ ففتحها. ثم دق الجرس. وطلب طعام الفطور. ثم تولى إلى الحمام فاغتسل. وخرج من الدار مسرعاً. في حين أن الخادم يهيء المائدة.

ومضت ساعة فعاد. وعند ذلك تقدم فطرق باب مخدعها. وسمع في الحل صوتها. فدخل الحجرة. فإذا هي إزاءه في كل أثوابها.

فسألها: هل كان نومك الليلة هادئاً؟

فأطرقت ثم رنت بعينيها النجلاوين وقال: أشكر لك مبرتك.

فقال: وهل استيقظت باكرة؟

فأجابت: استيقظت منذ ساعتين.

قال: ياللطائر الباكر في صحوه! ألا تعالي إلى طعام الفطور. فأني آتيك الساعة بنبأ غريب.

ومد إليها يده. فأقبلت عليه طوعاً. وأدنت رأسها الجميل إلى رأسه. فقبلته.

قال: تلك قبلة خير من قبلاتك الأولى. يالله. لقد علمت في أربع وعشرين ساعة كيف تجيدين التقبيل.

فأجابت بجرأة. ما أسهل ذلك وما أهون. إذا علم القلب الشفتين.

فسألها إذن فأنت تحبينني؟

فاستقر لحظها عليه. وأجابت موجزة: أجل. وكأنما أراد أن يتخلص من باعث يتلجلج في صدره. إذ استوى واقفاً. وقال في صوت عادي:

لقد خرجت من الدار أحاول أن أنفعك بشيء

ثم أخرج محفظته وأوراقه فوضعها على المائدة.

واسترسل في حديثه يقول: لقد همتني حالك ليلة الأمس. فأردت خدمتك وأقبلت عليك. وودت لو تميلين إليّ بقلبك. ولا أعلم السبب.

فجاءت إليه ووقفت بجانبه ثم قالت: والله أنها لمكرمة منك. ولكنك تعلم أني إليك أميل؟

فطوق خصرها بذراعيه. وقال: كان ذلك يخطر في بالي. فأردت أن تكوني في هذا البلد طليقة سراح. لا يعسفك من عسفها عاسف. ولذلك خرجت فعمدتك. يا يهوديتي الصغيرة.