للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الذي تأنف منه النسوة الرادحات في ثنيات الطرق. ويبعث بصحيفته إلى المبصرين من الكتاب. فيردونها لسخفها ولوثتها. ويخاطب فيها قلم المطبوعات وقلم المطبوعات يعرف أمره. ويدعي أنه يوجه القول إلى إدارة الشرطة. وإدارة الشرطة تعلم دخيلته!

وماذا عسى ينتظر الناس من خبيث فاسد الروح. خرج من بلده في أطمار وأسمال. وجاء إلى الأزهر، فكان حرباً على نفسه وذويه وأخوانه. ولم يلبث أن مشى بين الأزهريين بالفتنة، وسعى بينهم بالحطب الجزل. وخطر في صفوفهم بالأراجيف. حتى كاد الأزهر ينقلب إذ ذاك من شؤم هذا الحيوان ميدان تضارب وقتال، ورأت إدارة الأزهر فيه جرثومة أين منها حمة التستسي فطردته أشنع الطرد، ولفظته من رحمتها، فخرج ولم يقض في طلب العلم. وإن شئت الحق. فقل في أحداث الفتنة، إلا شهوراً معددات، وكأن الأقدار أبت إلا أن يجد ثمن طعامه. فاشتغل مصححاً في مطبعة أحدى الصحف اليومية فلم تهدأ دناءته. بل ما فتيء يدس الدسيسة. ويصوغ الفتنة. وينسج الفرية حتى إذا كشف لمدير تلك الجريدة بعض أمره. بادر بطرده. ومن ذلك الحين راح متبطلاً شريداً. وصار قعيدة القهاوي. وجوابة الطرق. يغشى المجالس فيتهافت به أهلها. ويختلف إلى جمعيات الخطابة فيطرد من على المنبر. ويزور إدارات الصحف. فيأمرون الخدم بمنع دخوله. فلما قعدت به الحال. وأزرى به الدهر فوق أزرائه. ورأى آلام الجوع والإفلاس. فكر في الحصول على أداة تجلب المال. وسلاح ينفس الكربة. فطفق ينكفئ كل يوم إلى نظارة الداخلية. ليستخلص ترخيصاً له بإصدار صحيفة أسبوعية. وطفق الموظفون يشتدون في أهانته. ويأمرونه في كل مرة بترك المكان. ومضي على هذا الهون بضعة أشهر. يهدد في خلالها من يزري به. ويوعد في أثنائها كل من يسخر منه. أما نحن فكنا نظن أنه لن يظفر بالترخيص أبداً مما كنا نسمع منه عن سوء المعاملة التي كان يلقاها من كبار الموظفين وصغارهم. ومما كنا نعتقده من أن الحكومة تعرف من هو طالب هذا الترخيص وتذكره في فتنة الأزهر. وحادثة المؤامرات. وتعلم مرماه من إصدار صحيفته ومبتغاه. وكنا مثق أن الحكومة تحرص على كرامة أفراد شعبها حرصها على كرامة كبارها ولكن شاءت الأقدار أن يفوز بالترخيص. وأقبل يوم حصوله عليه فرحاً متهللاً. وطلب إلى صاحب البيان. وطالما أكرمه وأحسن مثواه. أن يبتاع له الورق. وينفق على إصدار الصحيفة. وجاء