[٤] إن من هذه القوة الكامنة في ذرات المادة، الظاهرة من انحلال هذه الذرات، ينتج أغلب قوات الكون ونخص بالذكر الكهرباء والحرارة الشمسية.
[٥] القوة والمادة نوعان مختلفان لشيء واحد، فالمادة تمثل نوعاً ثابتاً من القوة الأنتراأتوميك أي الكامنة في الذرات، وأما الحرارة والضوء والكهربائية. . . الخ فتمثل أنواعاً غير ثابتة ولكنها من نفس هذه القوة.
[٦] تفريق الذرات وبعبارة أخرى انحلال المادة ليس إلا تحويل النوع الثابت من القوة المجتمعة المتجمدة التي نسميها المادة إلى تلك الأنواع غير المتجمدة المعروفة باسم الكهرباء والضوء والحرارة. . . الخ.
[٧] من الممكن إذن تحويل المادة العلمية إلى أنواع مختلفة من القوة ولا ريب إن طبيعة الأشياء هي التي جعلت القوة متجمدة في شكل مادة.
[٨] إن توازن القوى الهائلة المتجمدة في الذرات يكسبها صلابة شديدة، ويكفي لتفريق هذه الذرات وانفصالها اضطراب هذا التوازن بواسطة (كاشف) أي مادة تحدث رد فعل يوافقها.
[٩] إن الضوء والكهرباء وأغلب القوى المعروفة تحدث من انحلال المادة، ويتبع ذلك أن المادة المتشععة تفقد من تشععها جزءاً من جرمها فإذا تشعع كل طاقتها توارت بكليتها في الأثير.
[١٠] إن قانون التطور المسنون للمخلوقات الحية هو أيضاً القانون الذي يجري على الأجسام المادية وإن الأنواع الكيماوية لا تختلف في شيء عن الأنواع الحية.
هذه هي النتائج التي استنتجها الدكتور. وقد استطرد بعد هذا الاستنتاج إلى البحث في التغيرات التي تحدثها هذه النتائج في فكرتنا العامة عن حركة الكون، فقال إن مسألة طبيعة المادة وطبيعة القوة هي إحدى المسائل التي استنفذت ذكاء كثير من الفلاسفة والعلماء ولم يظفر أحد بحلها التام، لأن ذلك يتطلب في الحقيقة معرفة السر الأول للمحسوسات وهذه المعرفة لم تجتمع لأحد حتى الآن ولذلك كانت الأبحاث التي يعرضها الدكتور ولا تضمن هذا الحل التام وإنما تؤدي إلى رأي في المادة والقوة مخالف جد الاختلاف للرأي المجمع عليه في هذه الأيام.