للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المفعول أكبر من درجة أية مادة أخرى.

وليس معنى انحلال المادة انقسامها إلى أجزاء صغيرة تكون بمثابة ذريرات، بل معناه أن المادة تنحل ذراتها وتنتقل إلى أحوال متتابعة تفقدها خصائص المادة حتى تعود في النهاية إلى الأثير الذي يظهر أنها منه خرجت.

ثم انتقل الدكتور من ذلك إلى البحث عن تلك القوة الكبرى اللازمة لانبعاث الذرات في القضاء بسرعة الضوء فقال إن المادة ليست شيئاً جامداً عديم الحركة لا يمكنه إلا إظهار القوة الصناعية التي تعطى إليه، بل إن المادة تحتوي كنزاً كبيراً من القوة، القوة الكامنة في الذرات!.

ولكن مذهباص مثل هذا يصطدم مع كثير من المبادئ العلمية الأساسية، التي قررت بالإجماع، ولما كان العلماء قد اعتادوا أن يعدوا مبادئ علم الثرمودينامك أي علم العلاقة بين الحرارة والميكانيكا طأنها حقائق مطلقة لا يتسرب الخطأ إليها، ويفهموا أن المادة لا تستطيع أن تملك قوة غير تلك القوة التي تأتي إليها من الخارج، فقد أصر سواد العلماء، ولا يزال بعضهم مصراً، على البحث من الخارد عن مصادر القوة الحادثة من انحلال ذرات المادة، ولن يجدوها بالطبع، لأنها في المادة نفسها وليست خارجة عنها.

وهذا النوع الجديد من القوة - القوة الكامنة في الذرات - لا يعتمد في إثباته الدكتور جوستاف لوبون على النظر ولكن على نتائج تجارب له عديدة، ولئن كانت تلك القوة قد جهلت حتى اليوم، فهي أعظم من كل القوى المعترف بها، بل هي مصدر أغلبها، ولئن كان وجودها لم يعترف به في أول الأمر فقد بدأت اليوم تسير في سبيل التصديق.

وقد خرج الدكتور من تجاربه الكيماوية بالنتائج الحديثة الآتية:

[١] إن المادة التي كان العلماء يتوهمونها لا تفنى، تنعدم ببطء من جراء الانحلال المستمر في الذرات التي تتركب منها.

[٢] إن نتائج انحلال المادة مواد هي من خصائصها وسط بين المادة والأثير، أي بين عالمين لا يزال العلم حتى اليوم يفصل بينهما.

[٣] إن المادة التي أجمع العلماء على أنها جامدة عديمة الحركة، ولا تستطيع إلا أن ترد القوة الصناعية التي تعطاها، هي على العكس من ذلك هي كنز قوة هائلة تستطيع أن