وكان عمر رضي الله عنه يعس بالليل فسمع صوت رجل وامرأة في بيت فارتاب فتسلق الحائط فوجد امرأة ورجلاً وعندهما زق خمر فقال يا عدو الله أكنت ترى أن الله يسترك وأنت على معصيته قال يا أمير المؤمنين إن كنت أخطأت فقد أخطأت في ثلاث قال الله تعالى ولا تجسسوا وقد تجسست وقال وأتو البيوت من أبوابها وقد تسورت وقال إذا دخلتم بيوتاً فسلموا وما سلمت.
ذكر عمرو بن العاص يوماً عمر فترحم عليه وقال ما رأيت أحداً أتقى منه ولا أعمل بالحق منه لا يبالي على من وقع الحق من ولد أو والد أني لفي منزلي بمصر ضحى إذ أتاني آت فقال قدم عبد الله وعبد الرحمن ابنا عمر غازيين فقلت أين نزلاً قال في موضع كذا لأقصى مصر وقد كان عمر كتب إلى إياك وأن يقدم عليك أحد من أهل بيتي فتجيزه أو تحبوه بأمر لا تصنعه بغيره فافعل بك ما أنت أهله فضقت ذرعاً بقدومهما ولا أستطيع أن أهدى لهما ولا أن آتيهما في منزلهما خوفاً من أبيهما فو الله أني لعلي ما أنا عليه وإذا قائل يقول هذا عبد الرحمن بن عمر بالباب وأبو سروعة يستأذنان عليك فقلت يدخلان فدخلا وهما منكسران فقالا أقم علينا حد الله فأنا أصبنا الليلة شراباً فسكرنا فزبرتهما وطردتهما وقلت ابن أمير المؤمنين وآخر معه من أهل بدر فقال عبد الرحمن إن لم تفعل أخبرت أبي إذا قدمت عليه أنك لم تفعل فعلمت أني إن لم أقم عليهما الحد غضب عمر وعزلني فنحن على ما نحن عليه إذ دخل عبد الله بن عمر فقمت إليه ورحبت به وأردت أن أجلسه في صدر مجلسي فأبى على وقال أن أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن لا أجد من الدخول بداًَ وإني لم أجد من الدخول عليك بداً أن أخي لا يحلق علي رؤوس الناس أبداً فأما الضرب فاصنع ما بدا لك قال وكانوا يحلقون مع الحد فأخرجتهما إلى صحن الدار وضربتهما الحد ودخل عبد الله بن عمر بأخيه عبد الرحمن إلى بيت من الدار فحلق رأسه وحلق أبا سروعة والله ما كتبت إلى عمر بحرف مما كان وإذا كتابه قد ورد من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي عجبت لك يا ابن العاصي ولجراءتك علي ومخالفتك عهدي أما أني خالفت فيك أصحاب بدر ومن هو خير منك واخترتك وأنت الخامل وقدمتك وأنت المؤخر وأخبرني الناس بجراءتك وخلافك وأراك كما أخبروا وما أراني إلا عازلك فمسى عزلك ويحك تضرب عبد الرحمن بن عمر في داخل يفتك وتحلق رأسه في داخل بيتك وقد