للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك لأنك تريد أن تجري في عيشك مجري المودة الفاسدة، وتتبع طراز الناس، أو لخجل فيك كاذب وزهو غير محمود،

لعلك تقول ليس في وسع الزوجة أن تنهض بخدمة الدار وشأنها، يا سبحان الله!، وكيف يكون ذلك، أتعجز المرأة اشابة العبلة أن تطهو الطعام، وتغسل الثياب، وتحيكها أو ترفوها، وتنظف البيت وتتعهده، وتهيئ مهاد زوجها ومهادها، أصلحك الله، وكيف إذن قدرت على الزواج، إن لم تكن جلبت إليك ثروة كبرى، أو كنت غير ذي ثروة. إذن فاسمع ما أدلى به إليك. . إن الدخل الصغير لا يضع الزوجة المخدمة والزوج المختدم في مستوى واحد.

أما إذا عمل البيت أشق في الحقيقة على الزوجة الفتية وأتعب لها وأكثر رهقاً. أو خفت عليها منه، وأشفقت أن يضعف صحتها، أو يذوي حسنها، فلك حينئذ أن تتردد، على أن العمل ليس من المشقة والصعوبة بحيث خفت، بل أنه ليحفظ صحتها، ويكسبها روحاً ونشاطاً، ويصون جمالها.

وإنك لتسمع الفتيات يغنين وهن يغسلن الثياب حتى يسأمن الغناء، ولكنك لا تسمع لهن غناء، ولا يبلغ مسمعيك منهن تغريد، وهن آخذات فيما يسمين بشغل الإبرة. وفي نساء الأمريكان أسوة حسنة، ومثال طيب إذ لا يأخذهن ذلك الزهو الكاذب الذي يمنع آلافاً من الزوجات في إنجلترا مما تتطلبه المنفعة الزوجة، وتدعو إليه الحكمة والسداد، وتحث عليه حتى أميالهم الخصوصية، فترى الأميركيات دائبات لا عن حاجة ولا عن إكراه وكيف يكون الإكراه، والأمريكان أعطف أهل الدنيا قلوباً. وأحدب أهل الأرض أفئدة. وأليهم خلقاً، وإنك لتراهن في الريف يقمن بخدمة لدار. فإذا أتممنه عجن على البستان أو الحقل، يزرعن الشجر ويشذبنه ويقطعن الكلأ وينقلنه، ويعملن في الأرض ويحرثن، ويجمعن الأثمار والأعشاب. وكل ذلك في جو لا يخف المرء فيه للعمل خفته له وهو في إنجلترا وهن يجنين من ذلك ويستفدن، إذ يتحفهن أزواجهن مما اقتصدوا لهن ووفروا، وما أندي يد الأمريكي في مثل هذه الحال، وما أخفه إلى تكريم زوجته وإتحافها.

ثم يجب أن تعنى بسمتك ومظهرك أمام الزوجة الشابة، فإن العجائز من الأزواج والثيبات قد فلت الأيام من غربهن، وأطفأت من جذوتهن، حتى لا يكسر قلوبهن تقطيب من زوج، ولا يثير شجنهن تجهيم من بعل، أما الشابة الحدثة الغفل فعلى النقيض من ذلك. وأعلم أن