للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعض ملحوظات على أدب الأمم الأوروبية المختلفة وهذا يدلنا على سعة إطلاع سميث في وقت كان درس أدب اللغات الأجنبية فيه مطرحاً.

وفي سنة ١٧٥٩ أخرج للناس كتابه (نظرية العواطف الأخلاقية) وكان قضى وقتاً طويلاً في تأليفه والعناية به.

وعلى الرغم من أن أكثر نظرياته التي ذكرها في كتابه هذا دحضها بعده كثير من الفلاسفة كروسو وغيره فإن ذلك لا يحط من قيمة الكتاب من وجهة الآراء وتعدد الأمثلة والشواهد ورقة التعبير وجزالة الأسلوب ولا يزال معدوداً من أعظم كتب الفلسفة والأخلاق في الأدب الإنجليزي.

وقد أكسبه هذا الكتاب شهرة عظيمة ورفع مكانه في أعين المشتغلين بالموضوعات الأخلاقية والفلسفية. وعدوه من أعظم علماء الأخلاق وأبلغ الكتَّاب حتى أن فولتير كان ينفذ إليه بعض الطلبة ليقرؤا عليه دروسه.

ثم أن سميت بعد طبع كتابه توسع في الكلام على الجزئين الثالث والرابع من محاضراته الخاصين بالمسائل القانونية والاقتصادية والمالية فأجمع مجلس إدارة جلاسكو على منحه لقب دكتور في الحقوق اعترافاً بفضله وشكره له على الموضوعات المفيدة والأبحاث الجليلة التي يلقيها في الجامعة.

وقد أفاده كتابه السابق الذكر فائدة أكبر مما سبق وذلك أنه لما عم ذكر اسمه بالمدح والثناء وذاع صيته دعته الكنتيس أوف دلكيث سنة ١٧٦٣ لمصاحبة ابنها الدوق في سياحته إلى القارة الأوروبية مانحة إياه في الوقت نفسه شروطاً حسنة جعلته لا يتردد في إجابة طلبها والاستقالة من جامعة جلاسكو وابتدأ رحلته ميمما فرنسا يصحبه تلميذه سنة ١٧٦٤ فقصدا باريس وبرحاها بعد أربعة أيام وذهبا إلى طولوز مقر البرلمان يومئذ ومكثا بها ثمانية عشر شهراً درس سميث في خلالها آداب فرنسا وحالتها السياسية والاقتصادية وتركاها إلى جنيف حيث مكثا لمدة شهر هناك التقى في غضونه بفلتير إذ كان يقطن فرثي في ذلك العهد ثم قصدا باريس ومكثا بها زهاء عام تمكن سميث في خلاله من الاجتماع بكبراء الفرنسيين أصحاب العقول الراجحة والآراء السديدة التي كان لها الأثر الأكبر في كتاباته ونعني بهم ده كسنى وترجو عزاء الفيزوقراطيين أصحاب المبادئ الحرة.