للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نظرية تقسيم العمل السباقة الذكر قائلاً إننا إذا ما اتبعنا السياسة الحرة إنما بإكراه كل مملكة على الاشتغال بالعمل الذي وضعتها الطبيعة له أي التي تحسنه أما بمنح الطبيعة ميزة فيها على غيرها أو بعادة قديمة موروثة. . . فالمملكة التي يكثر فيها الحديد والفحم تكون صناعية والتي هي غنية التربة كمصر لا تحترف بغير الزراعة وهنا يلزمنا أن نذكر شيئاً عما أثر في سميث حتى أخذ بالتجارة الحرة ونشرها فنقول أنه عاش في جلاسجو البلد الصناعية الكبرى معاشراً كثيراً من رؤساء المصانع فيها دارساً النظامات المقيدة للصناعة من جماعات عمال وقوانين تخرج (أوتمرن) وضرائب على الصادرات والواردات فأثر كل ذلك فيه تأثير دعاه لأن يكون شديد الحملة على التقييد ثم أنه ذهب إلى فرنسا وبه ذلك البغض للنظامات الصناعية والتجارية الموجودة فاجتمع مع الفيزوقراطيين وأدى ذلك إلى زيادة رسوخ المبدأ عنده فقال أنه ما دام الإنسان لا يخرق قوانين العدل فينبغي أن يترك وشأنه باحثاً عن منفعته التي وجدها ومزاحماً للناس بماله وحذقه وبعبارة أخرى أنه ينصح بعدم تداخل الحكومة في المسائل الاقتصادية. ويظهر لنا أن الأيام تعمل على تحقيق مبدئه هذا فقد قرأنا في الجرائد أخيراً أن الطيارات ابتدئ في استعمالها لتهريب البضائع الممنوع دخولها بين بلجيكا وفرنسا. وأنه ليصعب بل ليستحيل على الحكومات مراقبتها. وسيأتي يوم تضطر فيه الحكومات إلى رفع الأعمال الجمركية من اختصاصها.

وخصص سميث الجزء الخامس من كتابه لدخل الملك والحكومة وهو ما يدخل في بحث علم المالية الحديث وله فيه أربعة قوانين في موضوع الضرائب لا يخلو منها كتاب مالي:

[١] كل فرد يلزمه أن يمد الحكومة على قدر ما يمكنه وبنسبة دخله الذي يحصل عليه تحت ظل الحكومة ورعايتها.

[٢] يجب دفع الضريبة في الوقت المناسب ففي مصر تدفع ضرائب الأرض بعد جمع محصول القطن مثلاً.

[٣] يلزم أن يعرف دافع الضريبة مقدارها ويوم دفعها وطريقة ذلك.

[٤] يجب تقليل مصاريف الجباية جهد الاستطاعة حتى لا يزيد المال المجموع عما دخل في خزينة الحكومة (بعد مصاريف الجباية) قليلاً جداً.

وقد مات دافيد هيوم صديق سميث بعد ظهور ثروة الأمم ببضعة أشهر فكتب سميث وهو