[٢] مهارة العامل تؤدي إلى سرعته في عمله وبذلك تقتصد كثيراً من الوقت.
[٣] إن كثيرين ممن يختصون بعمل من الأعمال يهتدون إلى اختراعات تسهل عليهم مشاق العمل وبذا تكثر الاختراعات المفيدة واستشهد لذلك بصناعة الدبابيس فقال إن عمل الدبابيس قبل تقسيم العمل كان شاقاً وما كان العامل يصنع أكثر من عشرين دبوساً في اليوم مهما كان مقدار مهارته وحذقه - أما الآن فبفضل تقسيم العمل أصبح صنع الدبابيس من أيسر الأمور ولا بصير السلك دبوساً قبل أن يمر بأيدي عشرة من العمال على الأقل فعامل بعد السلك وآخر يقومه وثالث يقطعه إلى أجزائه الصغيرة ورابع يحدد (أو يجدد) طرفه وخامس بعد الطرف الآخر ليضع الرأس عليه ولا توضع الرأس قبل أن يعمل فيها ثلاثة من العملة على الأقل وعلى ذلك يقول إنه رأى مصنعاً صغيراً به عشر رجال أمكنهم أن ينجزوا بالتضامن صنع نحو ٤٨٠٠٠ دبوس أي أن معدل عمل الواحد منهم ٤٨٠٠ مع أنه لو اشتغل منفرداً لا يستطيع إنجاز عمل أكثر من ٢٠ كما قدمنا.
ولم يخف على سميث المضار التي تنشأ من تقسيم العمل فذكر مضاره مثل:
[١] جهل العامل المختص بشيء واحد بسيط بكثير من الأمور الاجتماعية الخاصة بحياته وصعوبة وجده عملاً يعيش من روائه لو أمكن الاستغناء عنه أو كثر أمثاله.
[٢] بلادة العامل وانتقاله من الإنسانية إلى الوحشية لا نكافه على عمل خاص ولكنه رأى أن الفوائد تربى على المضار فحكم بوجوب اتباع المبدأ ووصف علاجاً لبعض المضار التي ذكرناها وهو التعليم الأولى المجاني الإجباري حتى يصير عند العامل المعلومات الكافية لفهمه ما يدور حوله وما يجب عليه فعله بعد عمله اليومي.
وكان سميت أول من خطأ الفيزوقراطيين في مبدئهم الأول وهو أن الأرض المنتجة الوحيدة للثروة فقال إن أحداث الثروة يعتمد على العمل ورأس المال اعتماده على الأرض وخيراتها ولو أنه ترك للأرض المكان الأول وقد زاد الأستاذ مارشال هذه العوامل الثلاثة عاملاً رابعاً هو التنظيم فللمنظم أو المدبر دور مهم غير دور العملة ورأس المال والأرض.
وخصص سميث جزءاً كبيراً من كتابه للكلام عن السياسة التجارية الحرة قد حض فيها رأى المركانتايلست وهم القائلون بعدم ضرورة النجارة الدولية وأنها تقلل من ثورة المملكة فبين أن التجارة يلزم أن تكون حرة لا تعوقها عوائد جمركية ولا خلافها وبني ذلك على